تشعر بالحزن والأذى والانزعاج واهتزاز الثقة بالنفس والذنب بعد الحديث أو التواجد معهم؟ إذا أنت في علاقة سامة!
قبل البدء علينا الاعتراف والاقرار بأن ليس بيننا من هو كامل أو مثالي ،وجميعنا عندنا عيوب بشرية. ولكن هناك فرق كبير بين من يحاول أن يكون شخصا أفضل ومن يصر على أن يكون كما هو عليه، حتى لو تسبب ذلك بخسارة كل من حوله بحجة أن الآخرين عليهم أن يقبلوني دون تغيير. وعلى الرغم من تشجيعنا للناس بأن يكونوا على طبيعتهم، ولكن هذا ليس مبررا لعدم تطوير أنفسهم، وأسلوبهم، وطريقة تفكيرهم، وتعاملهم معنا.
العلاقات السامة تمتص طاقتك وتتركك في حالة سيئة ومزاج أسوأ. نعم جميعنا نخطئ وأحيانا بعض الأخطاء تكون تكلفتها عالية. ولكن هل من المعقول أن تذكر أو حتى تعاير من أمامك بأخطائه في كل مرة تتحدث معه؟ أنت بذلك تتعمد إيذاءه بسبب مشاكل أو عقد نفسية قد تعاني منها، ولكن بالتأكيد من حق الطرف الآخر ألا يرغب بالحديث معك ان كان هذا أسلوبك في التعامل معه. كذلك عندما يطلب منك أن تتوقف عن ارسال بعض الرسائل او الأخبار المزعجة ،لأن المتلقي يرغب بالابتعاد عن كل ما هو سلبي ليعيش ببعض الهدوء النفسي، وتستمر بهذا الفعل، فأنت لم تحترم رغبته ،وأصبحت مصدرا للإزعاج ،ومن الطبيعي أن ينفر منك الطرف الآخر. فمن لا يحترم رغبات غيره ليس من حقه أن يطالب غيره باحترامه.
العلاقات السامة لا تنتهي هنا، فالشخص الذي يسخر منك ويقلل منك باستمرار قد يقوم بذلك من باب الضحك واللعب، ولكن ان طلبت منه التوقف أو صارحته بالاستياء الذي تشعر به بسبب هذا التصرف واستمر بذلك فعليك أن تراجع علاقتك معه. وماذا عن الاستغلالي الذي لا يتذكرك إلا عند الحاجة؟ فهو دائما مشغول ولديه ما يفعله، ولكنه لا يجد الوقت للحديث معك إلا عندما يحتاج أمرا يخصه. وكذلك لا ننسى المجنون وسريع الغضب والذي يتحول لشعلة من الكراهية وكومة من الأحقاد لمجرد سماعه شيئا لم يعجبه منك، والطامة الكبرى ان كان هذا الأمر غير مقصود وقام الشخص بفهمه بأسلوب خطأ، هذا الشخص حتما ان لم يغير سلوكه فلا جدوى من بقائه في حياتك.
من المهم معرفة أن بعض السلوكيات السابقة قد تظهر بأي علاقة، ولكننا نتكلم تحديدا عن استمرار السلوك السام دون تغيير. لذلك من المهم أن تعطي الشخص فرصة وألا تكون قاسيا بالحكم عليه. فأنت لا تعلم بظروفه أو الأمور التي يمر بها بحياته، ومن الانصاف أن تخبره عن السلوكيات التي تزعجك منه، فان استجاب فقد كسبته وساهمت بتحسين سلوكه، ولكن ان أصر على أن يكون ساما فهذا شأنه، وبالمقابل من حقك كذلك أن تختار أن تبعده عن دائرة المقربين وحتى الابتعاد عنه. وفي الختام كل عام وعلاقاتكم الصحية أجمل!