كثرت في الآونة الأخيرة الانقسامات بين أعضاء مجلس الأمة بسبب تغير الظروف الاقتصادية والصحية و التوجهات السياسية ،وخاصة بعد أحداث الجلسة الافتتاحية وما تلاها من نتائج وسلسلة من الممارسات الشاذة والبعيدة عن الأعراف السياسية والقيم والعادات الإجتماعية،وبدأت التصنيفات تتوالى وانتقلنا من البناء المؤسسي ودولة المؤسسات إلى كتل ومجموعات تبحث عن مصالحها الخاصة ،وتكيل التهم لمن غيرها من الكتل والمجموعات.وأصبحت صفة « التخوين « تطلق ويتم التراشق بها بين كافة الكتل والمجموعات ،بل أن صفة «الخيانة « انتقلت لتطلق على الأفراد والأقرباء الذين تختلف آراؤهم ولا تنسجم تصرفاتهم مع توجهات التكتل أو المجموعة.
استبدت هذه الكتل في آرائها و تركت مصلحة الوطن والمواطنين ،وأصبحت أولويتها الدفاع عن توجهاتها ومعاداة من يخالفها من الكتل والمجموعات الأخرى.
هذه الأحداث والممارسات تذكرنا بالحرب العالمية الثانية عندما انشق أحد كبار مساعدي هتلر ولجأ لبريطانيا فأكرمته وطلبت منه المخابرات البريطانية تحديد أهداف مهمة ومواقع استراتيجية في ألمانيا،فرفض وقال قولته المشهورة: «انفصلت عن هتلر وليس عن ألمانيا! فان إعاده وهو يضحك قائلاً:للأوطان حرمة..لا يبيعها إلا الأنذال.
إن الاختلاف بالآراء والتوجهات لا يعني خيانة الوطن،فاللأوطان محبة وقدسية لدى المواطن الصالح لا يفهمها ولا يعرفها كثير من الساسة وأصحاب المصالح والمتنفذين وعبدة الدرهم والدينار.
ودمتم سالمين