تتشابه انتخابات ٢٠٢٢ مع انتخابات ٢٠١٢ المبطل الثاني الذي اتى بعد مرسوم الصوت الواحد، الذي كان اشبه بثورة على الانظمة الانتخابية السابقة منذ الانتخابات الاولى بعد اصدار الدستور الكويتي، فقد فرض نظام الصوت الواحد واقعا جديدا اعطى فرصة افضل للاقليات واربك القبائل والتجمعات السياسية والذي جعل كثيرين يرفضون المشاركة وفق هذا النظام الجديد وآخرون وجدوها فرص سانحة لهم واستمر البعض بالمقاطعة حتى بعد الحكم بدستوريته.
الانتخابات القادمة مختلفة ايضا ،فقد اصدرت الحكومة قرارات ومراسيم ضرورة وواجهت الفرعيات وحدت من مرشحي الخدمات ،واظن انها ايضا ستنجح في التقليل من شراء الاصوات واستخدام المال السياسي. هذا كله اربك الساحة الانتخابية ،ولكن هناك نقطتا اختلاف بين انتخابات اليوم وانتخابات المبطل الثاني من حيث ان هذه الانتخابات تشهد تهافتا من المرشحين لخوض الانتخابات متذكرين اولى تجارب الصوت الواحد حيث كانت الفرصة سانحة لنجاح اشخاص لم يحلموا بالنجاح يوما ما، وسيهرب من هذه الانتخابات اسماء تقليدية ومخضرمة كانت تدعي انها ستنجح في اي انتخابات ونجاحها مضمون ،وكانوا يشككون بان دوافع المقاطعين هي عدم امتلاكهم لمؤيدين حقيقيين ،فالصوت الواحد عزيز، فهؤلاء الهاربون هم يخشون اليوم ما كان يخشاه من عزف عن انتخابات الصوت الواحد في بداياتها، نصيحتي لهم ان يتعلموا من دروس من عزف او قاطع وان يشارك على الاقل من يعرف قيشه الحقيقي!
العدد الهائل المتوقع من المرشحين لن يؤدي الى مخرجات جيدة مالم يكن الناخب والناخبة اصحاب وعي وادراك ،اولا بالابتعاد عن الامراض الفئوية والعرقية والطائفية ،وثانيا باليقين ان الصوت امانة ،وهذا يتطلب ان نحسن الاختيار ونبذل السبل لاختيار المرشح الافضل للكويت وشعبها ومستقبلهم ،بعيدا عن العواطف. المهمة لن تكون سهلة في ظل هذا البازار الانتخابي من المرشحين.