المقالات

«صانعو محتوى» البلطجة

حينما دشن علماء جامعة كاليفورنيا الأميركية التجربة العلمية وربطها بجهاز كمبيوتر في مدينة لوس أنجلوس بجهاز آخر في مدينة منلو بارك بخط هاتفي من الجهة الاخرى بحيث يستطيع الجهازان العمل معا كنظام اتصال مغلق.. لتنجح تجربة الاتصال التي غيرت وجه العالم واحدثت ثورة «الانترنت» فيما لم تكن غاية أولئك العلماء تسهيل مهمات الحركات الثورية والدفع بالتغييرات السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الثالث وإنما كان هدفهم من التجربة تعزيز منظومة الدفاع الصاروخي بتكنولوجيا حديثة.
وهنا كذلك حينما عززت الارادة السياسية عام 1962 المشاركة الشعبية بدستور حديث ينظم به قوانين الدولة للحاق بركب دول العالم التي سبقت به محيطها الجغرافي الممتد من البحر الى البحر بعقود، وليساهم هذا الدستور بتعزيز التنمية المستدامة.. لينتهي الامر بحلم دولة الدستور بعد ستين عاما بتصدر مانشيتات صحفها بعناوين فساد وافساد ومحاكمات وهجرات ونيابة عامة وبطالة حقيقية لشهادات رفيعة ومقنعة لشهادات بعضها ورقية واهنة وتركيبة سكانية مختلة، كشف وفضح فيروس كورونا خطورة هذه التركيبة التي انعكست آثارها على مناحي الحياة اليومية على البلاد والعباد.
فماذا يريد صانع المحتوى content creator الكويتي بعد ان عززت ثورة التكنولوجيا التي قربت مفاهيم العالم في السنوات الاخيرة وعززت دور المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم يقدم قيمة للمجتمع الدولي وللمتابعين من مختلف دول العالم على الواقع ونشر المضمون والمحتوى على برامج التواصل الاجتماعي التي كشفت المستور ومسحت المكياج عن الوجوه المستعارة، لاسيما ان برامج التواصل الاجتماعي عبر برامج المحادثات الجادة والحوارية المثيرة للجدل تجمع الاطراف المتوافقين والمختلفين بمساحة هاتف بكف اليد.. اذ يعتمد هذا البرنامج على الحوار المفتوح دون حسيب او رقيب.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن التحول إلى «صانع المحتوى الايجابي» هو بالأمر السهل، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تماما ولا يمكن الوصول إلى النجاح في هذا الاتجاه بين ليلة وضحاها بل يتطلب ان يكرس صانع المحتوى نفسه جيداً لهذه المهنة، ليكون على استعداد للعمل بجد واجتهاد لبلوغ النجاح.
وفي الحقيقة، توجد مزايا متنوعة تتحقق عن طريق المؤثر الرقمي أو صانع المحتوى سواء كان المحتوى على مستوى الافراد او الجماعات والدول.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى