الإصلاح الذي انطلقت به الدولة يحتاج الي تضحيات وتنازلات وحسم ملفات وفضح طالبي السلطة لمزيد من الاستحواذ بهدف نصرة الكويت والتصدي بحسم للفساد الذي يحتاج حملات توعية وتثقيف الأمة وتأكيد مرجعيتها على مشروعها الإصلاحي الشامل لكويت جديدة ..على ان تعمل هذه المرجعية على حماية المصلحين من مكر المتربصين وأعداء الإصلاح والراجفين من فضح الفساد ،وهذا لا يمكن أن يتم دون إعداد المصلح لنفسه إعداداً وطنيا رسالياً قادراً على الدفع بقوة بنهج الإصلاح والايمان بالعدالة وتوعية المجتمع ومشاركته وعارفا بمهامه ومسؤولياته الدستورية .
فالمصلح وحده لا يستطيع أن يتقدم خطوة دون فريق متكامل من المصلحين المخلصين المؤمنين برسالته والمؤهلين الواعين لخطورة الفساد وتركة الافساد والذي اذا لم نقض عليه سيقضي علينا مجتمعين بل سيقضي على الامة ، ويجب استبداله بوضع جديد قائم على الايمان بالوطن ومستقبله أيمانا كافيا لينطلق قطار التنمية بمشروع إلاصلاح دون الاعتداء او الوقوع بتجاوزات قانونية ودستورية حتى بهدف محاربة الفساد.« إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ »
ومطلوب من الناس جميعا محاربة الفساد ،فالفاسدون لهم اساليبهم في الدفاع عن مصالحهم ومنها خلط الأوراق والتشويش على السائل والمسؤول ،بل والتحريض على النهج الجديد وإيقاظ الفتنة والعصبيات بأنواعها القبلية والطائفية والفئوية وغيرها ..والعصبيةُ هنا هي التي يرى صاحبها ان شرار قومه خير من خيار قوم اخرين … وليس من العصبية ان يحب الرجل قومه ولكن العصبية ان يعين قومه على الفساد والظلم والسكوت على تجاوزاتهم فيما الواجب على المصلحين التنبيه والتوعية على نطاق المجتمع من الآثار الخطيرة لمسلك الفاسدين غير الأخلاقية والتي تسعى الى السيطرة على العقل والخير والصبر والحلم وغيرها من المعايير الأخلاقيه الساعية الي الإصلاح والنهوض بدولة الدستور واحترام قوانينه.
قامت الحكومة بعدد من الخطوات المبشرة وهي ترجمة الخطاب السامي الذي تلاه ممثل حضرة صاحب السمو لخطوات عملية أصلاحية استهدفت تغيير نهج السلطتين السابق ومعالجة سلبياته بهدف الانطلاق بكويت حديثة عملت على توسيع القاعدة الانتخابية وضم المدن الجديدة والتصويت بالبطاقة المدنية ومحاربة بعض الظواهر السلبية المصاحبة لبعض المرشحين في العملية الانتخابية مثل شراء الأصوات وتخليص المعاملات ،وكذلك قيام سمو رئيس الوزراء الشيخ احمد النواف بجولات ميدانية مارثونية تفقدية لتعزيز الإصلاح الإداري
فهذا النوع من التحرك الرسمي الإصلاحي يعتبر من الركائز المهمه للتقدم والنهوض وتعزيز دور المواطن .. فيما خلاف هذا الوعي سيعرض لتفشي الفساد وتآكل هياكل الدولة ومن ثم الانهيار ..فالوعي الجمعي لا يمكن فصله عن الوعي الذاتي وهذه هي القيمة الحقيقية لأي مجتمع في العالم وهي الدفع بنشرالوعي لتعزيز الإصلاح في مؤسسات التعليم والإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي وكذلك الوضوح والثبات على الخطاب الرسمي ومواكبته بخطوات عملية تواجه الفساد رسميا وشعبيا.