انتشرت في وسائل الإعلام الإلكترونية مؤخرا أبحاث علمية أجريت بشأن تأثير شرب حليب الأبقار ومشتقاته على الإنسان وعن تعارضها مع الثقافة التقليدية القائلة أن استهلاك الحليب ومنتجات الألبان يساعد في تقليل هشاشة العظام، حيث أجرت جامعة هارفارد دراسة واسعة النطاق على 77761 امرأة تتراوح أعمارهن بين 34 و59 سنة اللاتي يتناولن معظم الكالسيوم من منتجات الألبان خلال 12 عاما وتبين أنهن تعرضن لكسور عظام أكثر من أولئك اللاتي نادرا ما يشربن الحليب، وهي إحصائيات مروعة يتجاهلها الطب السائد في برنامج علاج هشاشة العظام. وبرر العلماء ذلك بأن حليب البقر يحتوي على بروتين حيواني مناسب لابن البقر وليس لابن الإنسان الذي يعمل على تحمض الدم في جسم الإنسان ،فيمتص الدم الكالسيوم من العظام لمعادلة حموضته ما يسبب هشاشة العظام للإنسان مع تقدم العمر، كما أن نوع الكالسيوم الذي يتكون منه حليب البقر هو RE4 الذي لا يستوعبه جسم الإنسان بدلا من كربونات أو كلوريد أو سترات الكالسيوم القابل للامتصاص، ما يفسر نقص فيتامين D3 والمغنيسيوم وترسب الكالسيوم في المفاصل، كما أن عمليات البسترة للحليب تسبب تغيير كيمياء الحليب وتزيد من تأثيرات التحميض الضارة ومن عامل نمو الأنسولين الذي يرتبط بعدة سرطانات منها سرطان البروستاتا عند الرجال وسرطان المبايض عند النساء، حيث أكدت دراسات أن معدل الإصابة بالسرطان في آسيا 1 من كل 100000 أقل من الغرب 1 من كل 12 نظرا لقلة استهلاك الألبان في النظام الغذائي الآسيوي مقارنة باستهلاكه بوفرة في النظام الغذائي الغربي. هذا وقد أفاد العلماء بأن جسم الإنسان يتوقف عن إفراز إنزيم اللاكتيز اللازم لهضم الحليب في المعدة بعد عمر 3 سنوات وأن جميع الثديات تشرب الحليب في مرحلة الرضاعة فقط ما عدا الإنسان الذي يستمر في شرب الحليب، لذلك فإن حليب البقر هو العامل الأول في تراكم الغازات والانتفاخات بمعدة الإنسان لارتفاعه بسكر اللاكتوز الذي يزيد من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وبالتالي زيادة الأمراض الجلدية منها الأكزيما وحب الشباب وأمراض المناعة والإضرار بكفاءة عمل البنكرياس الذي يتسبب بأمراض السكر لاحقا. ومن أهم الكتب الذي تناول هذا الموضوع هو للمؤلفA. OSKI M.D Frank بعنوان Don`t drink your milk . ووفقا لنتائج هذه الدراسات توجه الكثير من العلماء بنصيحة التوقف عن شرب الحليب الحيواني بعد سن الرضاعة واستبداله بالحليب النباتي وفي الخضراوات والأسماك والسمسم لغناها بالكالسيوم الذي يقوي من صحة العظام والجهاز الهضمي ومن الجهاز المناعي للإنسان. أتمنى من وزارة الصحة أن تهتم بالحملات التوعوية بشأن الأغذية غير الصحية لجسم الإنسان بقدر اهتمامها بحملات سرطان الثدي وفيروس كورونا، فيبقى طب التغذية هو خط الدفاع الأول ضد جميع الأمراض.