المقالات

رحيل الأم

من اصعب اللحظات عند المرء فقدان اعز وأفضل من في الوجود وهم الأب والأم ، رحل ابي قبل خمس سنوات وبالأمس رحلت أمي ، وليس بوسعنا سوى الدعاء لهما بالمغفرة . الوالدان لهما في رقابنا حق ، فقد افنوا حياتهم لنا ، فالأب والأم عنوان الطمأنينة والسكينة في حياة أبنائهم ، واخص الأم فهي الملجأ الآمن الذي يهربون اليه بعد الله سبحانه من تعب الحياة وقسوة الغربة ومعاناة الزمن، وكلّما قسى علينا الزمان وتعاظمت الهموم والمشاكل شكينا اليهم بعد الله ، ولم نجد أحداً يحنو علينا وتراهم ينظرون إلينا من بعيد ومن قريب ، ويهبوننا الحلول والمساندة ، مهما ابتعدنا عنهم وتغربنا عنهم فهم الخيمة ، في طفولتنا وكبرنا فنحن المتسببون بعذابهم بمتطلّباتنا يلبّونها بكلّ الظروف في اليسر والعسر ، إن فقدانهم لأمر عظيم بالنسبة لي ، فالفراق يجعل الروح والقلب يبكيان بحرقة وبالذات الأم فهي الحضن الدافئ والحنون ، وليس البكاء والحسرة هي فقط ،بل كلّ شيء يبعث الندامة على كلّ لحظة من الذكريات .
الأم والأب هما نبع الماء الصافي الذي يتدفق بالعطاء والمحبة والخير للابناء، والأم هي الحب الذي لا ينتهي ولا ينقطع ،هي القلب والشريان ، الأم هي ذاك الشعاع الذي ينير ليا عتمة الحياة ويزيل الظلمات من امامنا ، وهي العطر والبلسم لكل جراحنا، هي أعظم مخلوقة عند أولادها ، وهي من ضحت بالغالي والنفيس من أجلنا وافنت عمرها كي نعيش ونصبح رجالاً أشداء .
لقد رحلوا وانقطعت الرحمة الامن عند الله فأصبحنا تحت رحمة رب كريم سبحانه، لقد رحلت طيب الله ثراها وأنار قبرها، عند رحيلها اظلمت الدنيا علي وعلى اولادي وعلى اخواني ، هذي لحظات تمر على الابن الاكبر وتعد من أصعب اللحظات فالأم هي الحب الأول للبكر ن ورحيل أمه يترك في قلبه جرحا لا يمكن للأيام أن تداويه بالنسيان ، وألم صعب يعجز عن علاجه ، ولكن اثني واقول هذه أمر ربي سبحانه وهي سنة الحياة ، الحياة فانية لن يخلد فيها أحد ، ولقد رحل من قبلهم كثيرون ممن نحبهم ، فهنيئا لك يا أمي فقد احتضنكي تراب وطني الاحواز .
فراق الأحبة اشد قسوة وألما من الموت.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى