المقالات

لبنان قضيتنا المركزية

أقوى مفاجآت مونديال قطر الكروي،الفوز الباهر الذي حققته فلسطين.
بعد الفوز التاريخي للمنتخب المغربي على نظيره الاسباني، وفي الصورة الجماعية التقليدية للمدرب واللاعبين وسط الملعب، لم يرفع هؤلاء علم بلادهم، رفعوا العلم الفلسطيني. العلم الذي تكرّر رفعه في الملاعب والمدرجات والشوارع.فحقّقت فلسطين في المونديال نصراً كبيراً.
القطريون، المغاربة،التوانسة،السعوديون في الملاعب،وبقية العرب المشجعين،غنّوا فلسطين في استادات الدوحة وشوارعها، ورفعوا اعلامها، وطالبوا بحقوقها في التحرر من الاحتلال الاسرائيلي، وعودة شعبها الى وطنه،واقامة دولته المستقلة على ارضه.
الاهتمام الذي حصلت عليه فلسطين في قطر، كرّسه المنتخب الثالث والثلاثون في المونديال والفائز الواضح فيه دون ان يقذف الكرة.
في المقابل يشكو الصحافي الاسرائيلي مواف فاردي همه وخيبة امله.ويقول ل سي.ان.ان: «هنا في الدوحة اسمع يوميا ان لا شيء اسمه اسرائيل،بالنسبة لهؤلاء توجد فلسطين فقط».ما عكسته صحيفة«معاريف» الاسرائيلية في كاريكاتير معبر رسماً يمثل شبكاً داخله ما لا يحصى من الاهداف،وعبارة«خسرنا كأس العالم دون حتى ان نشارك فيه!».
فلسطين لفتت نظر العالم كله. سمع قضيتها مليارات البشر في القارات الست.الاهتمام والتعاطف اللذان حظيت بهما انجاز كبير.أهم جوانبه عودة الروح لحقيقة ان فلسطين حية في الضمير العالمي،وهي لكل العرب وقضيتهم المركزية،وبلدهم الثاني..
هذا الانجاز العربي -العالمي مُهدّد.تهدّده المزايدة والتطرف بتبديد التعاطف الدولي،وتنفيس الصحوة العربية.واخطر ما فيهما على لبنان، تعبئة الشعب اللبناني بمقولة ان قضيته المركزية هي فلسطين.
انه نهج خاطئ ومضر لأنه يتجاهل الاولويات،ويتخلى عن واجبه تجاه الوطن وهو مقدم على الواجب تجاه البلد الثاني..فلسطين قضية العرب المركزية كلهم،ولبنان جزء منهم فقط دوره من اجلها جزء من دورهم،لا بديلاً عنهم ولا رأس حربتهم. لا عقدة لدى لبنان مما قدمه لبنان ويقدمه لفلسطين، ليس ابداً اقل مما قدمته الشعوب العربية المحيطة بها،وحكماً اكثر مما قدمه بقية الاشقاء.
فلسطين قضية العرب المركزية.انما قضية كل بلد عربي الاولى هي البلد نفسه.اما الشطحات والاوهام فتخنق كل القضايا فلسطينية او عربية.وهذا ما تريده اسرائيل.
قضية لبنان المركزية هي انقاذ نفسه او انقاذه من ازماته التي تهدد كيانه ووجوده.ولا قضية تتقدمها او تعلو عليها.لبنان له الافضلية وهو للبنانيين الاهم من كل الآخرين. المزايدات باسم فلسطين هروب من المسؤولية وتضييع متعمد للاولويات والاتجاه الصح.فمن لا يقدِّم وطنه ومصلحة الوطن على ما عداهما،لا يمكن ان يكون صادقاً مع قضايا الاخرين مهما كانت عادلة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى