المقالات

المدرسة بين الماضي والحاضر

على مر العصور كانت المدارس هي المنارة الأسمى في الوجود، فكان المعلم هو القدوة والأب والأخ والعائلة بأكملها، وكانت المدرسة هي البيت والوطن بأسره، وكان الطالب هو أيقونة الأمل التي لا تكل والتي لا تمل، والتي دائماً تطلب المزيد من العلم بالأصرار والمثابرة، وكان المنهاج الدراسي هو المرجع والحقيقة والتاريخ بصدق معلوماته وشمولية أفكاره وإبداع كلماته.
ومع مضي الأيام أصبح العهد الدراسي من الماضي والذكريات، فلم تعد المدرسة هي المنارة، ولم يعد المعلم هو الأب والقدوة، ولم يعد الطالب هو الأمل، ولم يعد المنهاج هو المرجع، فأصبحت المدرسة مكانا لتعلم العادات السيئة والألفاظ البذيئة والسلوكيات الخاطئة، وأصبح المعلم هو كالوعاء الأجوف لا علم ولا مكانة.
ومع تقدم العصور وظهور التكنولوجيا، أصبحت أعداد الطلاب في تزايد مستمر، وأصبح التعليم من الحاجات الأساسية في المجتمع، فلم تعد المدارس والجامعات تستوعب هذه الأعداد، ولم يكن هناك حلول من قبل وزارة التربية ناهيك عن الواسطة والمحسوبية ،هذا البلاء الذي استشرى بين الادارات والهيئة التعليمية، وكذلك الصعود الى الوظائف الاشرافية وتدخل السياسية والتجارة في التعليم ،إلى متى هذا الاستهتار في العملية التعليمية؟ لماذا لا يكون هناك حلول جذرية، بحيث نسعى لتطوير العملية التعليمية من جميع جوانبها والنهوض بها من هذا الوحل الذي جعل التعليم منزوع الدسم ؟.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى