دائما ما أحرص على الاطلاع على آرائه السياسية ،والحقيقة أن المشاعر تختلط لدي حينما أقرأ ما يكتب، فطريقته الساخرة في طرح ومناقشة مختلف الموضوعات السياسية والاجتماعية تجعلني أقف حائرة بين الضحك وبين الشعور بالأسى حول ما يطرح من مشكلات نتضرر منها جميعًا، انه « بو جهيم» وبرغم أسلوبه الساخر خفيف الظل إلا أنه يقدم شرحًا وافيًا لجميع أركان المشكلات، ويحللها بالكثير من المنطق.
وأعتبر أن « بو جهيم » يتفرد بما يقدمه من شرح وافً للمشكلات، والجميل في الأمر إنه يستخدم مواقع تواصل الاجتماعي في طرح ما يدور من رأسه من أفكار مستعينًا بتحليل منطقي للأحداث ،ولعل ذلك ما أكسبه الكثير من الشعبية، وفي منظور آخر كان هناك الكثير من الدراسات التي أجريت حول انتشار الأسلوب السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها وتأثير ذلك على فئات كُثر وبخاصة الشباب.ولمن لا يعرف، فإن الطرح السياسي الساخر ليس أمرًا جديد ،فقد أستخدم هذا الأسلوب قديمًا في الغرب حيث عصور افلاطون و ارسطو و سقراط، وعرفت السخرية على انها وسيلة تسهل من التواصل بين الجماهير و تعمل على توضيح فكرة او وجهة نظر معينة،ومن وجهة نظري اعتبر أن الطرح السياسي الساخر والذي يحمل بين طياته أحيانًا نقدًا لاذعًا إلا أنه يعد مدلولًا على حجم ومقدار الحرية التي تُمنح للفرد ،وذلك في مختلف المجتمعات، وبالرغم من الطرح الساخر فهو غير منتشر بشكل كبير في مجتمعنا نظرًا لما يحتاج إليه من مقومات صعبة في الشخص الذي سيقدمه ، إلا أن « بو جهيم» نجح في أن ينفرد بذلك النوع من الطرح السياسي والاجتماعي.
أتمنى حقا أن يسهم ما يقدمه من طرح بناء في أن يصل إلى الجميع وأن يكون سببًا في أتساع الأفاق وحل المشكلات بصورة إيجابية ومفيدة للمجتمع، وأن يسنجح من خلاله طرح في تقويم الكثير من السلوكيات التي طرأت على مجتمعنا بالآونة الأخيرة.