المقالات

هل يتخلى عنا أشقاؤنا الخليجيون؟

الموقع الجغرافي والروابط الأخوية والعلاقات السياسية ووحدة الدين واللغة والعروبة والمصير المشترك من الأساسيات التي تربط شعوب ودول مجلس التعاون الخليجي مع بعضها بعضا .وقد تقدمت الكويت منذ منتصف القرن الماضي وحتى بداية القرن الواحد والعشرين تقدمًا ملحوظًا في مجال التنمية البشرية والنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعمارية مقارنة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي حتى وصفت بأنها «سويسرا الخليج  «و «درة الخليج «إلا أنه مع بداية القرن الواحد والعشرين بدأت الكويت تتراجع  في معظم مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والمعمارية والبنية التحتية والتكنولوجية ،مقارنة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي  ،وبدأت  تفقد مراكزها المتقدمة في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي عاما بعد عام ،لدرجة أنها أصبحت في مؤخرة الترتيب في معظم المراكز والمواقع والنواحي السياحية والتعليمية والصحية والتنموية والتكنولوجية ،بل أن الفجوة بين الكويت وشقيقاتها دول  المجلس قد اتسعت عاما بعد عام .
وفي ظل التحول الرقمي والتغيرات  التكنولوجية السريعة والمتسارعة أخشى أن يأتي اليوم الذي يتخلى به أشقاؤنا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي عن الكويت ،ليس كرهاً بالكويت وأهلها ولكن بسبب الفجوة التنموية الكبيرة بين الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في كافة المجالات والمستويات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والتعليمية والصحية والتنظيمية والتكنولوجية ،لدرجةٍ يصعب معها  لدولة الكويت مجاراة واللحاق بشقيقاتها دول المجلس في معظم المجالات التنموية والتكنولوجية بسبب غياب الرؤية والخطط الاستراتيجية ،وسوء الإدارة الحكومية وزيادة الخلافات السياسية المستمرة مابين السلطتين التنفيذية والتشريعية. ربما يرى البعض بأنني متشائم وأبالغ في نظرتي السوداوية ولكن الإنسان أو النظام الذي لا يتطور ويتغير مع الوقت فالأقرب أن يفنى أو يتم التخلص منه في ظل التقدم العلمي والتقني المتسارع في العالم من حوله ،حتى لا يكون عقبة ومعيقاً للتقدم والتنمية المستدامة.
ودمتم سالمين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى