في كل يوم اتزود به بحثاً وعلماً في تاريخنا العربي اجد نفسي امام معلومة وخبر جديد يزيدني بهذا التاريخ حباً وتعلقاً وقد راعني استشهاد الشاعر عروة بن الورد بشعر الشنفرى عندما خرج على الزهير بن جذيمة العبسي ملك عبس واختيار التبرء من قبيلة عبس طالباً الفلا يعيش فيه حر طليقاً ينتسب الى ذاته وافعاله وما تفعل يداه فقد استشهد الشاعر الثائر بن الورد بلامية العرب الشنفرى التي مطلعها:
اقيموا بنوا امي صدور مطيكم
فاني الى قوم سواك لاميل
هذه القصيدة العصماء التي تضم ستة وتسعون بيتاً تكتب بماء الذهب ويلزم كل عربي بحفظه والاقتداء بها لما فيها من مواعظ وحكم ونصح لامية العرب منهاج ودستور للحياة السامية والعيش الهني بعيدة كل البعد عن الطمع والجشع والحقد والانانية فما استشهد به عروة بن الورد من در القصيد دلالة ساطعة على ان للمثقف والفنان والعالم ان يستشهد بما جاء به غيره من علمٍ نافع مفيد للبشر فعروة بن الورد ليس شاعراً عاجزاً بان ياتي بما يشفي غليلة من شعر ويظهر حقيقة مشاعره لكنه الحق اذ فضل الاجمل والفصح والاوضح دلالة على غيره من شعرٍ قد يكون مرادفاً لما قاله الشنفرى هكذا ارى تاريخنا الادبي في الماضي السحيق الواصل الى الزمن الجاهلي من تاريخ العرب المشرف لما فيه من قيم وحكم وسمو دون النظر الى صغائر الامور والترهات والقياس عليها والاخذ به عبرة وعنواناً للحياة.