المقالات

جاسوس المسؤول!

لكل مسؤول حاشية ولكل حاشية عمل له ،وتتكون أنواع الحاشية لكل مسؤول ويصنف في مقامه او العمل الذي يعمل به او إرسال المعلومات للمسؤول والتقارير عن الموظفين الذين يعملون بجهة العمل ويتطفلون على مكاتب الموظفين ويتسمعون الأخبار وينقلونها ….. فهناك الكثير منهم يودون الوصول إلى قلب المسؤول ليتعاطف معهم ويرقيهم للمناصب العليا …. فهناك منهم من ينقل الكلام، ومنهم من يصب الشاي والقهوة، ومنهم كذلك من يمجد به في الجرائد ووسائل التواصل وغيرهم وعلى شاكلتهم كثيرون ولكن السؤال الذي يدور في ذهني :ما الذي ستستفيده من هذا العمل أيها الجاسوس؟.
أعتقد أن ظاهرة «الجاسوس» والتي سأصفها بالمرض منتشرة عبر مختلف الأزمنة باختلاف مسمياتها، ولكني أظن أن هدف التجسس ونقل الأخبار لا يقتصر فقط على شأن الحصول على مميزات إضافية أو التقرب إلى المسؤول ،بل أنه في بعض الاحيان يكون وسيلة للتخلص من المسؤول نفسه والحصول على مكانته، ولهذا فأني على يقين كامل بأن من يسعى إلى الوصول عبر هذه الطريقة يمكن أن تدفعه رغبته في النجاح الفاسد إلى فعل أي شيء.
والحقيقة أنني لا أعتب على الجاسوس وحده، بل أعتب أيضًا على المسؤول الذي سمح بوجود نماذج لهذه الشخصيات السيئة في بيئة العمل، وشجعها على الاستمرار في فعلها المخالف للدين والأخلاق، ومبادئ الرجولة والشرف، وكيف غاب عن ذهن هؤلاء النوعية من المسؤولين مقولة « من نقل إليك .. نقل عنك» فإن الجاسوس مع مرور الوقت يفقد السيطرة على نفسه ويصبح نقل أخبار زملائه داءً لا يمكن التخلص منه، وأرى أن ذلك بمثابة أولى خطوات العقاب له، وسيأتي اليوم الذي ينقل فيه أخبار المسؤول هذا إلى مسؤول أعلى منه في المنصب.
خلاصة القول، أن بيئة العمل الفاسدة المختلطة بأنفاس الجواسيس ستنتهي لامحالة إلى نتائج كارثية، ففي النهاية سيفقد المسؤول منصبه وسينتهي المطاف بالجاسوس يتنقل بين المكاتب ليسترق السمع بين زملائه على أمل أن يجد من يستمع إليه ويكافئه على هذا الفعل المشين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى