عندما تخرج بوسائل التواصل وتقلل من شأن بلدك وتتطاول على رموزها ورجالاتها وتنهش ببني جلدتك وتتنكر لعمق وجودك ووجود أجدادك وتتملص من تعبهم وكدهم وفناء أعمارهم ،لتنعم أنت ومن على شاكلتك بخيرات وأمان هذا الوطن ،فباعتقادي يجب أن تعود وتبحث عن نفسك أولاً ،فإن تأكدت من سلالة نسبك وسلسلة وجودك ككائن بشري تم إضافتك لأعداد وأرقام البشرية وفقاً للأعراف والمفاهيم الشرعية والإجتماعية ،وبأن نطفتك حلال فستتيقن بأنك على خطأ ويجب العودة لرشدك . أما إن كنت غير ذلك فلا غرو ولا غرابة في أسلوبك وتطاولك على أبناء مجتمعك وأولياء أمرك ونعمتك ،فصفحات التاريخ مليئة من أمثالك ناكري المعروف ومنكري الجمايل والفضل . قد ينزعج البعض ويشمئز من المفردات والكلمات التي تخرج من أفواه سُقَّط القوم على وطنهم ورجاله المخلصين الأوفياء الذين بذلوا الغالي والنفيس وعانوا مرارة العيش وضنك الحياة لينعم أبناؤهم وأحفادهم بعدهم بخيرات هذا الوطن الذي كان ومازال مَشعَل ونبراس نور يشع في أرجاء المعمورة بالخير والسخاء والعطاء ، أما من يتخذ من وسائل التواصل ستاراً يتخفى خلفه بأسماء وصور مستعارة ليبث سمومه بالمجتمع يمنةً ويسرة وزرع الفتن ليفسد في الأرض ويعيث فيها خراباً وإفساداً من دون رادع أخلاقي أو ذاتي نابع من الضمير فليرجع إلى من أتى به إلى هذه الدنيا وكان سبب وجوده وليحاسبه على التقصير في تربيته وتعليمه وليحاسبه على مأكله ومشربه ويتأكد أمِن كسب حلالٍ كان أم من حرام . فالقاعدة العلمية الشرعية تقول :« العرق دساس » وحبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف :« تخيَّروا لنطفكم فإن العرق دسّاس » والقرآن الكريم يحثنا على عدم النكران « ولا تنسوا الفضل بينكم » البقرة 237 .
فنكران الفضل والخذلان منهي عنه ومنبوذ بين البشر وهي صفة مذمومة لما لها من أثر في محاربة التآخي والود والمحبة وانتشار الفضيلة فيما بين الناس ،وما يكون الجحود والنكران إلا ممن تمرَّغ بالشبهات وانغمس بها وامتطى صهوة الشهوات والموبقات ، واليوم لا تستغرب عزيزي القارئ مما تسمع وترى من تماد وتطاول من بعض المندسين أو الحانقين والحاقدين على الوطن ،فهذا ديدن من لم يترب ولم يتغذ بالخلق القويم السليم ،فقد وصل الأمر بالبعض للتطاول على المعبود جل جلاله والإلحاد والعياذ بالله ونكران من كان ولا يزال سبب وجودهم بهذا الكون ، نسأل الله لهم الهداية والرشاد وأن يريهم طريق الرشد ليتبعوه ويبعد عنهم طريق الغي والغواية .
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.