المقالات

عادل سراج يُغرد بعيدًا

إن وجود شخص يمتلك موهبة الكتابة أمر قد يؤثر على الشكل والمستوى الثقافي للمجتمع، وكلمَا كبرت فئة الكُتاب كان التأثير أقوى، وللأسف الشديد مّر علينا فترة لم تُعد موهبة الكتابة تحظى بنفس مستوى الاهتمام الذي كانت عليه منذ فترة، ولعل ذلك يرجع إلى عدة أسباب من أهمها هو انصراف الكُتاب عن الكتابة وعدم سعي المواهب الشابة إلى صقل موهبتهم وذلك في ظل تكالب السوشيال ميديا على الواقع الذي نعيش، وبالرغم من ذلك كان هناك ما أراه بمثابة شعاع الشمس الذي أضاء الطريق أمام الكثيرين وهو الكاتب عادل سراج.
سأتحدث عن شخصه لاحقًا، ولكن دعوني أحكي لكم عن مبادرته الرائعة والتي اعتبرها خطوة إيجابية للغاية في القطاع الثقافي الكويتي، فمبادرته تقوم على إثقال المواهب الشابة من خلال تعليمهم طرق كتابة الرواية سواء من عناصر و أجزاء والحبكة الدرامية بين الأحداث، والمزج بين جميع أطراف وعناصر الرواية واختيار الخاتمة الصحيحة التي تتوافق مع مجرى الأحداث.
ولأن الكتابة أحد أفرع الفنون ،فهي لها قواعد وأصول لابد من تعليمها وعدم الاعتماد على الموهبة فحسب، أو الاعتماد على تقليد الشكل الكتابي والسردي بالروايات الأخرى، فلكل كاتب مذاق وطريقة في عرض الأحداث تختلف عن الأخر، ولعل هذا هو سر النجاح بين الكُتاب شتى.
إن مبادرة الكاتب عادل سراج هي في حد ذاتها مُهمة وطنية ثقافية، فيها تخلٍ عن الأنانية ومد اليد إلى المواهب الشابة، حتى يصبح لدينا جيلًا جديدًا من الكُتاب المتميزين المتفردين بالموهبة المصقولة بالخبرات، ولذلك فأن «سراج» يغرد بعيدًا عن السرب يكتب ليمتعنا، ويُعلم ليكسبنا المزيد من المواهب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى