المقالات

رقيق لبنانيون لدى واشنطن

كلمات

فواجع زلزال تركيا وسوريا عرّت السياسة الاميركية كم هي عاهرة، واكدت فسادها وانحطاطها.ليس ذلك جديداً.الجديد الذي اظهرته الكارثة، المستوى الذي انحدر اليه بغايا الاعلام اللبناني وقوادوه وصعاليكه.المُغمّس حبرُهم ونطقُهم بالمال الاميركي الذي ينّزُ من ركبهم وعليها.
منذ مطلع الالفية الثالثة، اي منذ حوالي ربع القرن الا عامين، مرضت الصحافة اللبنانية..سرعان ما تبين ان المرض عضال،وقد أصاب الاعلام اللبناني كله.
سبب المرض تراجُع الحريات ،وضعف الاستقلالية ،والتبعية،،وتقديم المصالح على المبادئ.واخيراً المزاحمة خصوصاً بعد نزول وسائل التواصل الحديثة الى الملعب. وشحُّ الدخل فتحكّم من يدفع دون اعتبار لشرف الوسيلة لأن الغاية ساقطة اساساً.
لا ننسى طبعاً ان الشعب اللبناني في أدنى درجات تدهوره وانحطاطه واضمحلال اخلاقه.ومن المنطقي ان يتبعه الاعلام،بل يشجعه ليبرر فساده هو،فيجعل حاضره اقل مجداً كثيراً من ماضيه.
تضغط اميركا على كل من «تمون» عليهم لحجب المساعدات عن سوريا بعد كارثة الزلزال الذي أصابها مع تركيا،او تحجيمها الى الحد الادنى كما فعلت هي دون خجل.فتبرعت للبلدين المنكوبين ب 84 مليون دولار،ورفعت «بعض»عقوباتها اللا انسانية الجائرة عن سوريا«مؤقتا»!وكأن في هذا الاجراء الوقح تبييضاً لصفحات الاجرام البلاحدود.
العدائية الاميركية ووقاحتها، تلقفهما خزمتشية واشنطن ورقيقها في لبنان.
فصرخ سافل اول:«لا تنخدعوا.. العقوبات الأميركية لا تمنع وصول المساعدات إلى سوريا.الأسد يستخدم ضحايا الزلزال المدمر كوسيلة ضغط لفرض الاعتراف الدولي بنظامه الإجرامي».
ويضيف سافلٌ ثانٍ:«اغاثة الضحايا هي خدمة لنظام بشار الاسد علينا الا نقع فيها».
ويزعق ثالثهم :«انسانية البعض«فائضة» في سوريا،«شحيحة» في لبنان.لا يمكن زيارة قاتل سجان.الزلزال عمل فرق الانقاذ لا التطبيع الرابح منه بشار الاسد».
ويقفز رابع ليحذر مما اسماه «التطبيع السياسي مع النظام السوري».
ذللكم شعارهم الاهبل«الا التطبيع» مع سوريا!
مهلاً لا تستغربوا!
ففي الجانب الآخر سفهاء اغبياء ومرتزقة ايضاً. مثل القائل:«للعلم والاطلاع،جميع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية،كما جميع المناطق التركية التي تتجمع فيها داعش والقاعدة،كلها تعرضت للتدمير.يا سبحان الله».
لا يمكن لمرتزق ان يكون انساناً.يقف هنا او في الجهة المقابلة.فان تكون انساناً،يشعر ويتألم و يتضامن، هذا واجب.المساعدات الانسانية يجب الا يمنعها او يعرقلها خط تماس رسمته حرب اهلية مجنونة مدمِرة.او اطماع اقليمية ،التضامن في الكارثة يعني ان تكون مع سوريا كلها شعبا وحكومة وكل اطيافها.وبالطبع مع تركيا شعباً وحكومة،،بغض النظر عن النظام في دمشق او في انقرة والموقف منهما.
ليتوقف بعض اللبنانيين عن ان يكونوا ضفدعاً ينفخ نفسه فيتوهم انه
تمساح.لبنان يحتاج سوريا اكثر مما تحتاجه، فبدونها يختنق.و عليه ان يسعى لاحسن علاقة معها.اما طبيعة نظامها فتخص شعبها وحده.
وايضاً لتكن الكارثة ،بهولها، مناسبة للعرب يفتحون ابواب جامعتهم لعودة سوريا،وللضغط على اميركا لرفع كل عقوباتها الظالمة عنها ونهائياً ولإسقاط حصارها عنها أقذر السياسات التي تمارسها اميركا ضد الشعوب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى