المقالات

ازمة لبنان:الفساد لا الحصار

كلمات

الطغمة التي حكمت لبنان منذ ثلاثين عاماً، عاثت فيه فساداً فاق الخيال.سرقة لم يشهدها بلد.200 مليار دولار سُرِقَت او أُسيئت ادارتها. والآن يبلغ الفساد وقاحة ان يتجرأ اركان في الزمرة الحاكمة على الدعوة للتمديد لحاكم مصرف لبنان المتهم قضائياً بسرقة الاموال وتبييضها للسياسيين ولشخصه .لا تعرق جباههم خجلاً،بينما في اي نظام محترم،يحاسَب شخص مثله ويحاكَم ويعاقَب!
ابشع انواع السطو بالقوة والاكراه على شقى عمر مليوني لبناني ومثلهم من العرب والاجانب. جريمة ارتكبها الحكم، وحطّمت النموذج اللبناني.نموذج حكم الطوائف والمحاصصة وتوزيع المغانم على زعمائها المدنيين والروحيين، والزمرة التي تخدمهم في المصارف والتجار والقضاء.
لكن ليس النموذج وحده الذي انهار ويداس، بل معظم اللبنانيين وحياتهم وآمالهم ومستقبل اطفالهم وحتى احفادهم.والمؤسف ان الشعب اللبناني عاجز عن تحويل استيائه من وضعه ،وحقده على المنظومة التي دمرته ،الى فعلٍ يبشّر بأمل وتغيير.
الحكم رأس اهداف اية قوة سياسية ذات جمهور وفاعلية. فكيف اذا كانت القوة الاكبر والاقوى في بلدها.وحزب الله ليس جمعية خيرية، او مجرد هيئة دعوية. انه تنظيم سياسي له اهداف معلنة واخرى مضمرة.طبيعي ان يكون اهمها الحكم بعدما انجز تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي.
لكن مقاربة الحزب لأزمة لبنان خطأ استراتيجي كبير،لذا تأتي الحلول التي يطرحها غير واقعية او مفيدة.فهو مسكون بفكرة ان الازمة سببها الحصار الاميركي على لبنان،واستمرارها مرهون باستمراره. فيرتفع سعر الدولار وتنهار العملة الوطنية وتنعدم مقومات المعيشة والدولة.فيما ازمة لبنان تكمن في فساد حكمه،وطائفيته،وتبعيته للاجنبي.ومعظم الحكم صناعة اميركية.فلماذا يتورط حزب الله في الحفاظ عليه، ويهدد حتى بحرب مع اميركا وربيبتها اسرائيل من اجله، ولمنع انتفاضة شعبية ضده،بينما هو نظام آخر ما يمكن ان يأسف عليه اللبنانيون،وبيئة حزب الله اولهم؟!
هل يعقل ان نمشي للحرب من اجل حكام فاسدين ؟!
إ«قبعوهم»او ساهموا مع بقية المخلصين في قلعهم، وترون كيف يستقر البلد ويهدأ ويزدهر!
ليس حل أزمة لبنان في إبقاء نظامه الطائفي او تجديده،ولا في هيمنة طائفة بدل أخرى. الطائفية، بغض النظر لمن تكون الغلبة فيها او توزيع الحصص ونسبها، لا يمكن ان تكون سفينة نجاة بل اداة المزيد من الغرق.الحل في نسف النظام الطائفي.واقامة نظام مدني اساسه المواطنة والكفاءة،لا المذهبية .
فشلت هيمنة المارونية السياسية،وبعدها السنية السياسية ،وستفشل هيمنة الشيعية السياسية .فهي مرفوضة ليس فقط من الطوائف الاخرى بل من السواد الاعظم للطائفة الشيعية نفسها.فليذهب النظام الطائفي الى الجحيم.لأنه ،ببساطة، يأخذ البلد الى حرب اهلية كل 15 سنة.ومن يرِدْ انقاذ لبنان يبدأ بتدمير هذا النظام ومحاسبة اركانه والقائمين عليه.لا بالتفتيش عن اسباب غير واقعية للأزمة التي تحرق البلد بها!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى