في عام 1940 صارح رئيس وزراء بريطانيا الأكثر شهرة ودهاء في تاريخ رؤساء حكومات دولة :استعمرت نصف الأرض بما في ذلك الولايات المتحدة « …» الملكة اليزابيث الثانية وكانت لاتزال في العشرينات من عمرها قالت :انه متخوف من احتمال لجوء الرئيس الأميركي « فرانكلين روزفلت..» الى استخدام أسلحة الدمار الشامل في مواجهة المانيا او كل خصومها المفترضين بما في ذلك الاتحاد السوفيتي عندما تتحول علاقة التحالف بين واشنطن وموسكو او البيت الأبيض والكرملين من صيغة التحالف التي كانت قائمة بينهما في مواجهة ادولف هتلر وجيشه النازي وبقية حلفاء المانيا في الحرب العالمية الثانية «1939-1945». وهناك من يرى ان 117 دولة تورطت او تأثرت او كان لها دور في الحرب التي خاضت معاركها 24 دولة من بين 59 دولة شاركت في الحرب. تشرشل طلب يومها من الملكة ان تسافر الى الولايات المتحدة للقاء روزفلت وثنيه عن التهور الذي قد يتسبب في خراب الدنيا على حد قوله وليس تدمير الدول المتحاربة والفتك بجيوشها وشعوبها والقضاء على اقتصاداتها. ويورد نص ورد على لسان رئيس الوزراء البريطاني الذي ظل اول رئيس وزراء في العالم يحصل على جائزة نوبل بالاداب ققد كان اديبا ومترجما ومؤرخا وصحفيا ، خلال لقائه بالملكة اليزابيث واجيز من قبل قصر باكنغهام و10 داوننغ ستريت «الأول قصر الملكة ومكان عملها الرسمي والثاني مكتب ومقر سكن رؤساء الحكومات البريطانية خلال فترة عملهم» في مسلسل «THE CROWN» التاج او العرش وافهم ان المقصود الاثنان للعلاقة بين الظرفين في بريطانيا تحديدا : ان الولايات المتحدة متهورة ومندفعة لايذاء من يروق لها وهي مثل حصان هائج يصعب السيطرة عليه. وأضاف ان الخطر الأكبر على البشرية قد ينجم جراء احتمال نجاح الولايات المتحدة في اجراء تفجيرات نووية تجريها بالتعاون مع بريطانيا في المحيط الأطلسي ومختبرات كندا أيضا التابعة للجامعات البريطانية «كانت لم تكتمل بعد يومها» لضرب الاتحاد السوفييتي. تشرشل صارح الملكة اليزابيث في انه وعلى الرغم من معاناة المخابرات البريطانية في وقف تفشي الشيوعية بين الشباب البريطانيين، إلا أنه يرى ان روسيا وهي امبراطورية أكثر طموحا من أميركا في بناء قوتها الا انها أكثر تعقلا وحكمة ووضوحا. بعد ذلك بخمس سنوات توصلت المخابرات البريطانية «حسب الوثائق» الى ان موسكو حصلت على اسرار صناعة القنبلة النووية . الا ان اشهر جهاز مخابرات في تاريخ البشرية « يعتقد انه مازال افضل من المخابرات المركزية الأميركية التي تشارك في حكم العالم وفي تنصيب الرؤساء والقادة والملوك وفي التخطيط للمستقبل وفي ترتيب الانقلابات وتجنيد رؤساء الحكومات والدول والشخصيات العلمية والأكاديمية والصناعية والمصرفية العالم و«كي جي بي» جهاز المخابرات الروسي العملاق ابان فترة الاتحاد السوفييتي و« شتازي» وهو جهاز المخابرات الألماني الشرقي في فترة ما بعد الحرب الثانية و « الموساد» جهاز المخابرات الإسرائيلي الذي يشكل احد اهم ضمانات بقاء الكيان الصهيوني بدعم أميركي غربي ،وهي المؤسسة التي جندت الاف العرب البارزين من قادة بمختلف المستويات وعلماء وناس عاديين واغتالت مئات الشخصيات العربية البارزة من العلماء والسياسيين. في سنة 1992 وكنت مولعا بحضور ما يمكن من جلسات البرلمان البريطاني «مجلس العموم» أثيرت قضية القبض على امرأة « ميليتا نوروود» ورجل مسنين قيل انهما في الثمانيات يومها متهمين بالتجسس لصالح روسيا. وسرعان ما تم التعامل مع الأمر بسرية وبحدود اللجان او الأطراف المعنية بالامن في البرلمان. الا ان ما تسرب من معلومات يومها افاد بأن المرأة وهي بريطانية الام ومن اب أوروبي ، طالبة في الفيزياء النووية في جامعة كيمبردج وتم اختيارها من قبل رئيس القسم المختص بالابحاث النووية في الجامعة وهو بروفيسور كان الأفضل في هذا المجال في كل العالم وانه وثق بها، وتبين فيما بعد انه وقع في غرامها بسبب خلافات له مع ثاني زوجاته جراء انشغاله بالبحث العلمي، فادخل ميليتا التي وصفت فيما بعد بالجاسوسة الجدة، الى مختبر الأبحاث النووية الذي كان يديره فعملت معه بجد وشغف رغم علاقتها المتقدمة مع احد الطلاب الشيوعيين البريطانيين وزوجته التي سعت الى تجنيدها لصالح الاتحاد السوفييتي من خلال التنظيم الشيوعي. وفي مؤتمر صحافي بعد القاء القبض عليها وقبل وفاتها بعشر سنوات « ماتت في سن 94 وهي حرة طليقة» قالت انها لم تكن جاسوسة ولم تكره بلدها وانها رفضت مرارا محاولات دفعها للعمل لصالح الاتحاد السوفييتي، الا ان لجوء اميركا الى استخدام القنبلة النووية ضد هيروشيما والتسبب بمقتل قرابة 173 الف ياباني ومن ثم قنبلة ناكازاغي او ناكازاكي التي دمرت المدينة وفتكت بسكانها، أصابها بالهلع خوفا من ان تواصل اميركا استخدام هذا السلاح في معاقبة العالم وابادة خصومها. فتراجعت عن تحفظها ورفضها أي عن موقفها السابق واندفعت في تصوير وثائق واسرار صناعة القنبلة النووية البريطانية باستخدام كاميرة صغيرة للغاية ودقيقة وافلام يصعب كشفها وسلمتها بانتظام لزميلتها التي جندتها وهربت فيما بعد الى روسيا بعد ان شنق زوجها نفسه وهو حبيب او صديق ميليتا الأول. السلطات البريطانية اكتفت بالتحقيق مع الرجل والمرأة وقررت الافراج عنهما بسبب عامل السن كما يقال ،غير ان هناك وثائق تشير الى ان كل رؤساء الحكومات البريطانية وكبار القادة السياسيين ابتداء من تشرشل وربما الملكة نفسها التي رفضت زيارة الولايات المتحدة أيام الحرب العظمى الثانية لطلب قرض من الرئيس الأميركي يدعما لوضع الاقتصادي البريطاني الذي تضرر بشدة من الحرب وارسلت شقيقتها الاميرة مارغريت بدلا عنها، متفقون على ان حصول روسيا على القنبلة النووية وربما دول كبرى أخرى من شأنه أن يحقق توازنا دوليا قد يمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة.