المقالات

بين السطور أميركا من شرطة إلى شركة

في الثامن والعشرين من فبراير الماضي أي قبل ايام من الآن ويوم الثلاثاء تحديدا نقلت وسائل الاعلام الأميركية تصريحات لمسؤولين كبار لم تقل انها للرئيس الأميركي او وزير خارجيته تفيد او تقر ولأول مرة علنا وبدون مواربة بان الصين باتت التحدي الأكبر للولايات المتحدة في الاستمرار بزعامة العالم ،وفي نفس اليوم سربت واشنطن وبشكل مدروس على مايبدو تصريحاً آخر لم ينسب إلى أحد إلا أن طبيعته تنبئ بأنه من جهة عليا يفيد بأن الصين ربما تعدت الحدود الآمنة عسكريا للقدرات الأميركية وان القوات البحرية الصينية تمسك بزمام بعض المناطق الاستراتيجية في بحر الصين والمحيط الهادي تتعدى حدود الحذر. وترتبط جملة هذه التطورات مع يقين الإدارة الأميركية وجهات الظل او الدولة العميقة التي تحكم العالم الى التطورات في فلسطين العربية المحتلة من شأنها أن تلقي مزيداً من الحطب على نيران مجريات الحرب العالمية الثالثة التي لاتزال مصغرة في أوكرانيا بين روسيا والغرب. إلا أن المثير في هذه الاحداث الآن يتمثل في تزايد احتمالات عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب «الخامس والأربعين – جمهوري 2017-2021» الذي تشير كل الاحتمالات الى عدم وجود مرشح منافس له بمستواه الانتخابي داخل الجمهوريين. اعتقد ان ترمب من وجهة نظر الإدارة اليهودية او اليمين المسيحي الصهيوني هو المؤهل لايقاف او ابطاء التقدم الصيني وعلى اكمال برنامج استنفاد القوة الروسية بعد استدراجها الى مستنقع أوكرانيا. ترمب فتح صفحات مبكرة بحديث تاريخي لم ولن يجرؤ سواه على قوله.أيها السادة: اليوم قررت أن أخبركم بكل ما يجري والى اين يتجه العالم في ظل كل المتغيرات التي حصلت طيلة «400» عام. تذكرون عام 1717 الذي شهد ولادة العالم الجديد وتذكرون أبضاً أن أول دولار طبع بعد ذلك بعام واحد تمت طباعة الدولار ليحكم العالم. كان العالم بحاجة الى ثورة فكانت الثورة الفرنسية عام 1789، تلك الثورة التي غيرت كل شيئ ومع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوما طيلة 5000 سنة بالاديان والميثولوجيات، وبدأ نظام عالمي جديد يحكمه المال والاعلام ،عالم لا مكان فيه لله ولا للقيم الإنسانية.. وأضاف: لا تستغربوا أننا عينة من هذا النظام العالمي الجديد. هذا النظام يعرف طبيعة عملي الخالي من القيم الإنسانية والأخلاقية. فأنا لا يهمني أن يموت المصارع ما يهمني هو أن يكسب المصارع الذي راهنت عليه. ومع ذلك أوصلني النظام العالمي الى الرئاسة. أنا الذي أدير مؤسسات للقمار. وأنا اليوم رئيس أقوى دولة. إذا لم تعد المقاييس الأخلاقية هي التي تحكم، الذي يحكم العالم اليوم والكيانات البشرية هي المصالح. وخلص ترمب إلى القول: لقد عمل نظامنا العالمي بصبر ودون كلل، حتى وصلنا ، الى مكان انتهت معه سلطة الكنيسة بفصل الدين عن السياسة . وجاءت العلمانية لمواجهة المسيحية. وأيضاً عندما سقطت ما سميت بالخلافة الإسلامية العثمانية وحتى الديانة اليهودية. أسقطناها عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي. فالعالم اليوم باغلبيته يكره السامية. لذلك قمنا نحن بفرض قانون عالمي يحمي السامية. ولولا هذا القانون لقتل اليهود في كل بقاع الأرض لذلك عليكم أن تفهموا أن النظام العالمي الجديد لا يوجد فيه مكان للأديان. لذلك أنتم تشاهدون الفوضى التي تعم العالم من أقصاه إلى أقصاه. انها ولادة جديدة ولادة ستكلف الكثبر من الدماء، وعليكم أن تتوقعوا مقتل عشرات الملايين من البشر حول العالم. ونحن كنظام عالمي غير آسفين على هذا الأمر. فنحن اليوم لم نعد نملك المشاعر والأحاسيس. لقد تحول عملنا ا لى ما يشبه الآلة. مثلا سنقتل الكثير من العرب والمسلمين. ونأخذ أموالهم ونحتل أراضيهم، ونصادر ثرواتهم. وقد يأتي من يقول لك أن هذا يتعارض مع النظام والقوانين. ونحن سنقول لمن يقول لنا هذا الأمر، أنه وبكل بساطة أن ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم. إذا ً نحن من حقنا أن لا نأمن لهم، لأنهم خونة أغبياء,,,خونة وكاذبون. وواصل ترمب: هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي بأن أمريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل وهذه كذبة. لأن الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب. فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل. وأيضا العرب أغبياء. اغبياء لانهم يتقاتلون طائفياً، مع العلم أن لغتهم واحدة والغالبية من نفس الدين. إذاً المنطق يبرر عدم بقائهم أو وجودهم. لذلك تسمعونني أقول دائماً بأن عليهم أن يدفعوا … أما صراعنا مع إيران ليس لأن إيران هي التي اعتدت علينا. بل نحن الذين نحاول أن ندمرها ونقلب نظامها. وهذا الأمر فعلناه مع كثير من الدول والأنظمة. فأنت لكي تبقى الأقوى في العالم عليك أن تضعف الجميع. أنا اعترف «الكلام لايزال للرئيس الأميركي السابق» انه في ما مضى كنا نقلب الأنظمة وندمر الدول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديموقراطية لأن همنا كان أن نثبت للجميع أننا شرطة العالم. أما اليوم لم يعد هناك داع للاختباء خلف اصبعنا فأنا أقول أمامكم :لقد تحولت أمريكا من شرطة الى شركة. والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر. والشركات وكي تبني عليها أن دائماً أن تهدم. ولا يوجد مكان مهيأ للهدم أكثر من الوطن العربي. مثلاً أن ما صرفته السعودية في حربها على اليمن تقريبا يعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء. وماذا حققت السعودية؟ ففي الختام قالت بأنها بحاجة إلى حمايتنا لها في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمر موقعاً أو سيارة لا يتجاوز ثمنها بضعة الآف من الدولارات. لا أعلم أين النخب ولا أريد أن أعرف. فأنا أعرف بان مصانع السلاح تعمل. لا يعنيني من يموت ومن يقتل من في تلك المنطقة. وهذا الامر ينطبق على الجميع. فأنا سأستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي لأن هذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على أوروبا والصين واليابان. ثم انه لا يوجد شعوب حرة في المنطقة. فلو وجدت لما وجدنا نحن. لذلك لن نسمح بايقاظ هذه الشعوب. كما لن نسمح لأي جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة. لذلك وضعنا إيران أمام خيارين: إما الحرب وإما الاستسلام. وفرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا الى الحرب التي لن يربح فيها أحد في المنطقة. بل سيكون الرابح الوحيد هو النظام العالمي الجديد. ولكي يربح هذا النظام سنستخدم كل ما توصلنا إليه وعلى كافة الصعد العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية». انتهى كلام ترمب ولا اعتقد انه تكلم وافاض واعترف وفضح وعرى النظام العالمي الجديد وحكومة الظل او الدولة العميقة في العالم وهي الصهيونية العالمية التي تدير البيت الأبيض والأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، بدون سبب وبتطوع منه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى