المقالات

خواطر قصيرة عن تأملات الأخرين

لكل واحد منا رؤى معينة، أحلام تدنو وتتوارى، أهداف معلنة وأخرى مستترة، تمثلات مختلفة عن الحياة، كلنا مختلفون، لكن ما يجمعنا هو تلك الكلمات التي توحد فينا الشعور والمشاعر في الاحساس والدوافع، مما يعزز مناعة أننا لسنا وحيدين، وأن معاناة «كوازيمودو» بطل رواية «أحدب نوتردام» هي ترجمة لمعاناة الأخرين، وأن أفراح «زوربا» بطل رواية الكاتب «نيكوس كازانتزاكيس» هي أفراح الأخرين، وأن انتظارات وطموحات «فلورينتينو أريثا» بطل رواية «الحب في زمن الكوليرا»، هي نفسها التي يعيشها الأخرين.
الحياة الاجتماعية تتشابك فيها التجارب، وتعيد تدويرها حتى نتساوى على الأقل في مقدار الألم والمعاناة والفرح والابتهاج، فما قدمه ألبير كامو، أوسكار وايلد، هاروكي موراكي، صمويل بيكيت، ميلان كونديرا، ماريو بارغاس يوسا، تولستوي، وغيرهم من خلال كتاباتهم كترجمة شخصية تعكس أفكارهم ومحيطهم، ما هي في الأساس الا انعكاس آخر لذواتنا، لذلك نتأثر بأفكارهم وكأنهم يتحدثون عنا، ومن هنا جاءت فكرة عنوان هذا المقال فهو مجموعة خواطر قصيرة وربما مشتركة عن تأملاتنا التي هي تأملات الأخرين.

  • لم أر أحدا مات من أجل التفكير فى الكينونة، فجاليليو الذي عرف حقيقة ذات أهمية عظيمة، تخلى عنها بكل سهولة في اللحظة التي هددت فيها حياته.
  • في هذه الأيام نحن جميعا نشعر بالعوز؛ بالتالي فألطف الأشياء الممكن تقديمها هي المجاملات.
  • من أخطر الأشياء بالنسبة لزوج في هذه الأيام هي أن يهتم بزوجته في الأماكن العامة، هذا يجعل الناس تعتقد أنه يضربها عندما يكونان وحدهما، العالم أصبح شكاكا تجاه أي شيء يبدو كحياة زوجية سعيد.
  • في العالم هناك فقط مأساتين، الأولى ألا يحصل المرء على ما يريده، والثانية هي أن يحصل عليه، الثانية هي الأكثر سوءا، الثانية هي المأساة الحقيقية.
  • الذكريات تدفئك من الداخل، لكنها تمزقك أشلاء أيضًا.
  • بداخلى هناك دوما أحمقين، ضمن آخرين، أحدهما لا يطلب أكثر من أن يظل حيث هو، والآخر يتصور أن الحياة ربما تكون أقل بشاعة نسبيا لو تحرك قليلا.
  • لقد أسأت تقدير المسافة التى تفصلني عن العالم، وكثيرا ما مددت يدي نحو أشياء بعيدة عن متناولي، وكثيرا ما اصطدمت بعقبات تكاد لا تكون واضحة في الأفق.
  • لا يمكن للإنسان أبداً أن يدرك ماذا عليه أن يفعل، لأنه لا يملك إلا حياة واحدة، لا يسعه مقارنتها بِحَيوات سابقة ولا إصلاحها في حيوات لاحقة. 
  • ليس في وسعنا أن نفعل، في كل حال، سوى أمرٍ واحد: أن نقبل الواقع وألا نهمل مباهج الحياة مع الحرص على ألا نُخجِل أبداً إنساناً آخر، ألاّ نُهين الذكاء والحضور في العالم.
  • الأفكار العظيمة هي إلى حد ما ثمرة قلب كبير، وليست نتيجة ذكاء كبير.
  • حين يموت الإنسان، يحظى آلياً باحترام الناس، مهما كانت الحماقات التي ارتكبها في حياته، فالموت يمحو بيد الغياب شوائب الماضي، فتشرق ذكرى الراحل العزيز منزّهة عن الخطأ كإشراقة الماس.
  • الهواء لا يحتاج إلى بطانية، فعنده السحاب.
  • ‏لولا الكُتب التي قرأناها، لكُنّا أسوأ مما نحن، ولكُنّا أكثر امتثالاً، وأقل قلقاً وتمرداً.
  • عند اقتراب الخطر، هناك دائمًا صوتان يتحدثان بقوة متساوية في قلب الإنسان: أحدهما يقول بشكل معقول جدًا للرجل أن يأخذ في الاعتبار طبيعة الخطر ووسائل تجنبه؛ والآخر أكثر منطقية يقول إنه من المؤلم والمضايقات التفكير في الخطر، لأنه ليس من سلطة الإنسان توفير كل شيء والهروب من المسيرة العامة للأحداث؛ وبالتالي، من الأفضل الابتعاد عن الموضوع المؤلم حتى يأتي، والتفكير في ما هو لطيف. في العزلة، يستسلم الرجل بشكل عام للصوت الأول؛ وفي المجتمع إلى الصوت الثاني.
  • وحدها الأسئلة الساذجة هي الأسئلة الهامة فعلاً. تلك الأسئلة التي تبقى دون جواب، إن سؤالاً دون جواب حاجز لا طرقات بعده، وبطريقة أخرى: الأسئلة التي تبقى دون جواب هي التي تشير إلى حدود الإمكانات الإنسانية، وهي التي ترسم وجودنا.
  • ينسج الإنسانُ حياتَه على غير علمٍ منه وفقاً لقوانينِ الجمال، حتَّى في لحظاتِ اليأسِ الأكثر قتامة.
  • الحلم هو البرهان على أنَّ التخيُّل وتصور ما ليس له وجود، هو إحدى الحاجاتِ الأساسية للإنسان.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى