يعتبر السن وما يحويه من ضعف قاسما مشتركا بين الصغار والمسنين ،فإذا كان الانسان يوصف بالضعف فإنه يوصف بالوهن ايضا ،واكثر ما يتعرض له المسنون هو خطر السرقة او القتل بقصد السرقة ،وتزيد نسبة تعرض المسن لخطر الوقوع كضحية لهذه الجرائم بقدر عزلته ومدى وعيه ورغبة من المسن في اصلاح ما افسده الدهر ،قد يقع فريسة احد الاطباء المزيفين او احد الدجالين الذي قد يغريه بشفاء امراضه التي يعاني منها والعودة الى الشباب ،وقد تقع المسنة فريسة لمن يعدها كذبا باعادة شبابها والتخلص من وحدتها عن طريق صحبة بعض الشباب ،ولا يخفى علينا في النهاية ان ظاهرة الخوف من الجريمة هي اكثر شيوعا بين المسنين وهذا مرده الى ما يمر به الانسان من ظروف صحية ونفسية واحيانا تجعله يتوجس خيفة وفزعا من الجريمة ويشعر بأنه مستهدف دائما ،ليس من الغرباء فقط بل من المقربين اليه ايضا ،هذا الابحاث التي اجريت حول المسنين كضحاية للجريمة جاءت متباينة فيما يتعلق بنسبتهم الى ضحايا للجريمة في مختلف فئات العمر الاخرى .وفي المجتمعات الغربية تتقلص العلاقات الاجتماعية ويعاني المسن من الاهمال ويعيش في عزلة تجعله ضحية لجرائم الاعتداء عليه وخاصة اذا خرج لقضاء حوائجه او يلجأ للاستعانة بالاخرين في قضائها ،ما يفتح المجال للمجرمين للتربص بهم ،وفي اكثر الاحيان يتعرض للقتل بحيث ان هذا المسن لديه ثروة وتمكين المجرم من السطو والحصول عليها ،وفي نهاية المطاف وبعد التدقيق على ثروته يتبين انه لا توجد ثروة والضحية هو هذا المسن الضعيف ،فنحن في مجتمعنا العربي المفروض علينا وعلى عاداتنا وتقاليدنا الدينية ان نحافظ عليهم ونبرهم كما امرنا الله تعالى «وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا « وان نقول لهم قولا كريما ولاننهرهم وان نكون لهم امنا وامانا ,هذا ديننا الذي يأمرنا برعايتهم.