كلمات
كان الاسبوع الماضي اسبوع شؤم مستمر للولايات المتحدة الاميركية اقتصادياً وسياسياً وتراجعاً في حرية التعبير.
اولى المصائب انهيار بنك وادي السليكون و بنكين اميركيين آخرين. مع تداعيات سلبية ليس على النظام المصرفي واسواق المال في اميركا وحدها، بل في اوروبا وكثير من انحاء العالم.،فخيم على الاقتصاد العالمي مجدداً شبح ازمة عام 2008 التي تفجرت في اميركا وعرفت يومها بازمة المشتقات ومسّت العالم كله.ولا يستبعد خبراء اقتصاديون ان تكون ازمة اليوم بمستوى سابقتها.
مشكلة كبرى ان يعيد الاقتصاد الاميركي ،اكبر اقتصاد في العالم ،انتاج الازمات مَرة كل 15 عاماً.ذلك يعني انه ليس على ما يرام ويعاني، ليس من خسائر فادحة فقط،وانما خصوصاً من ازمة ثقة في قدرته على الاستمرار في قيادة العالم.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى،تلقت الولايات المتحدة في الوقت نفسه صفعة قوية اخرى،دبلوماسية هذه المرة.اتفاق السعودية وايران على التطبيع واستئناف علاقاتهما برعاية صينية.معنى ذلك بالنسبة لاميركا ان دورها السياسي والعسكري في الشرق الاوسط يهتز.مقابل تقدم في نهج الصين حول السلام والامن الشامل والنمو ،بدل التكسب من اثارة النزاعات والحروب بين الشعوب كما تفعل الولايات المتحدة.النهج الصيني يصبح بوصلة وخارطة طريق لحل المشاكل.وتؤكد الصين في الشرق الاوسط عمليا رؤيتها للعالم المتعدد الاقطاب ولا تحتكر اميركا زعامته.
ويبقى أسوأ ما تواجهه الولايات المتحدة التضييق المتزايد على حرية التعبير.من منع الكتب،الى تزايد الرقابة،والتضييق على المغردين وفرض التسجيل عليهم،والتدخل بثياب الممثلين والممثلات،والعبارات التي يُمْنع على العموم وحتى اساتذة الجامعات استخدامها والتلفظ بها،وذلك للحد من انتقاد الشخصيات السياسية والعامة.ما جعل الخبراء يحذرون من اشتداد الهجوم والرقابة على حرية التعبير في جميع الولايات الخمسين،كما كتبت وكالة الاسوشيتدبرس الاميركية،في انتهاك صارخ للتعديل الاول من الدستور الاميركي الذي يضمن حرية الاعتقاد والتعبير.
هذا التضييق لم تعرفه الولايات المتحدة منذ عشرين عاماً، ويوصف بالمكارثية الجديدة تذكيرا بالاساليب التي فرضها السناتور جو مكارثي في الخمسينيات.وكان الهدف منها اسكات المعارضين باتهامهم بالشيوعية والاشتراكية ومنعهم من العمل.حتى اصبحت المكارثية مرادفاً للهجوم الشرس على حرية الرأي والكلمة.
أزمة مثلثة اقتصادية وسياسية وحريات عامة تعيشها الولايات المتحدة وتتعمق داخلياً،وتنعكس على الخارج ومن ضمنه الشرق الاوسط.