لو صح ما شاهدناه وسمعناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قيام مسؤولين بتلقين الأبناء إجابات الامتحانات وتخصيص معلم بعينه ليغشش لجنة بعينها إكراماً لها دون غيرها وتطبيق اللوائح والنظم على ماسواها فهذا بالقطع أمر يندى له الجبين خجلاً وحياءً وفيه ضياع واضح للقدوة الحسنة التي ملأت بها الوزارة أرجاء الدنيا ضجيجاً وصراخاً في منظومة القيم التي نادت بها وكلفت معلميها بالبدء بها في بداية كل ساعة دراسية ودائماً ما كنت أصفها ولازلت بأنها قيم إنسانية مغيبة.
إن هذا التسيب وتلكم الفوضى لو حدثت بالفعل لنضعها بين يدي السيد الوزير وكل المسؤولين الأفاضل كل في موقعه أن طهروا المدارس من كل من يريد أن ينشر الغش فيها ؛ فالغش أول درجة من درجات ضياع الأجيال.
ماذا أبقى المربون الأفاضل لغيرهم وهم ينشرون هذا المرض الوبيل الذي يأتي على الأخضر واليابس إذا عم وانتشر؟ ثم ماذا سيفعل مع جنابكم من تريدون مجاملتهم؟! ورب الكون لم ولن يعرفوكم إذا وقعت الواقعة وأصابكم ما أصابكم، ثم ماذا يفيدكم وهذا هو الأهم ماقاله نبي الله عيسى عليه وعلى نبينا السلام: « وماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ « وأنت أيها الحبيب ما خسرت نفسك فقط بل حملتها أثقالاً مع أثقالها ؛ فأجيال الأمة أمانة وأي أمانة ربح وفاز من احسن صيانتها وخسر وضاع كل من ضيعها أو شارك في إفسادها.
رفقاً أحبائي بأبنائنا ؛ فهم عماد الأمة على أكتافهم تعلو وبسواعدهم ترتقي، والغش سبب مباشر لترهلهم وضعفهم أمام كل التحديات التي تواجه الأمم فهل من مدكر؟ اللهم استجب.
تهانينا لكل الأحبة:
كل عام أحبابي أنتم بألف خير بمقدم شهر رمضان المعظم أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات.