المقالات

حلاّق رجالي

في مشوار ثقيل على قلبي الى الحلاق جلست انتظر دوري وانا استمع للحوارات التي تدور بين الحلاق والزبون والتي اغلبها يكون بهدف تسويق الحلاق لنفسه بشكل مباشر من خلال اظهار مهاراته والحديث عنها ، او ذم غيره من الحلاقين مثل استخدام العبارة المشهورة «منو قاصلك هالقصة»؟! بنبرة استنكار تشير الى الجريمة النكراء التي قام بها اخر حلاق حلقت عنده.
متناسيا في اغلب الاحيان انه هو من قام بالحلاقة لك اخر مرة !

في عالم الانتخابات كثيرا مايمارس المرشح دور الحلاق ايضا ، فهو يسعى لتسويق نفسه احيانا من خلال طرح برنامجه الانتخابي ومبادئه للجمهور ، واحيانا اخرى وعلى سياق «منو قاصلك هالقصة» يذهب لانتقاد الحالة السياسية وغيره من السياسيين ..
يتهم الحكومة تارةً والمجلس تارةً اخرى ولا يسلم حتى الشعب من انتقاداته احيانا.

متناسيا انه هو المسؤول الاول والاخير بصفته السياسية عن حال السياسة وتدهورها.

حاله كحال بعض الاجتماعات العربية التي تناقش حل مشاكل هي خلقتها وحروب هي تسببت بها ، فيظهرون لنا بعد ذلك بخطاب المنتصر الحريص على مصالح العرب من خلال وضع حلول لمشاكل هم من صنعها.

نعود للحلاّق ..
غالبا الزبون يساير الحلاق في بطولاته التي يسردها حتى ينتهي من تلك اللحظات العصيبة ، وهو امر لابأس به مادام في حدود الحلاقة.

اما في عالم السياسة فمجاملتنا للسياسي في ما يقوله من اكاذيب تعتبر جريمة نرتكبها بقصد او بدون قصد في حق انفسنا وحق وطننا ، لذا يجب ان يعي كل سياسي انه مشارك في نتيجة الحالة السياسية التي نعيشها اليوم من خلال مواجهته بمواقفه وتناقضاته ، يجب ان تتحول دواويننا الاجتماعية في هذا الشهر تحديدا الى مجالس حساب وعقاب اجتماعي وسياسي فلا مجاملات ولا مداهنات.

وفق الدستور فإن دورنا وواجباتنا السياسية نمارسها في هذا الشهر فقط ، ووفق صلاحياتنا التي منحها لنا الدستور ،فنحن نملك محاسبة النواب وليس الحكومة ، وبالتالي يجب اغتنام هذا الشهر من خلال ايصال رسائل وتوجيه السياسيين وعدم مجاملتهم حين يستخدمون اسلوب «منو قاصلك هالقصة»؟ !

ونعيما مقدما.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى