أنا من جيل مناهج تعليم ما قبل 1973م، المناهج كانت محتوية على منهج التربية الوطنية و منهج علم الاجتماع، كانت مناهج التعليم في الكويت بمستوى تعليمي عال ما جعل دولة الكويت الخامسة تعليميا بين دول العالم.
بعد 1973م بدأ تسييس التعليم و تغيير المناهج فتسبب ذلك في تدني التعليم و تدني مخرجاته.
من مناهج التربية الوطنية وعلوم الاجتماع الثقافية الواسعة تعلمنا منها أن المعارضة السياسية هي أحد الأعمدة الرئيسية و المهمة في تطوير الدول وهي تعكس تقدم و حضارة الشعوب.
المعارضة السياسية تعكس رقي الشعب و ثقافته ورقي أخلاقياته.
المعارضة هي مجموعة أفراد من الشعب تلتقي آراؤهم وتحركها ضد سياسات الحكومة أو ضد السلطة الحاكمة في دولة ما، فيقدم هؤلاء آراء مضادة لآراء الحكومة أو السلطة الحاكمة من خلال الأدوات الدستورية و القانونية، فيلقب هؤلاء معارضين ضمن نظام الدولة.
ولكن إذا صعدت المعارضة إلى مقام النظام بأكمله فتعتبر هذه المجموعة المعارضة خارجة عن القانون، أو انحرفت هذه المعارضة لتحقيق مصالح حزبية أو فئوية أو فردية على مصلحة المجتمع عامة أو ضد مصلحة الدولة وضد الاستقرار أيضا تعتبر هذه المعارضة خارجة عن القانون.
مفهوم المعارضة السياسية هو الاهتمام في طرح مشاريع مكتوبة متكاملة تحقق طموحات المجتمع عامة. وتساهم في اقتراحات صنع التنمية المادية و الثقافية و الفكرية.
إن تدني مناهج التعليم في دولة الكويت يؤدي إلى تدنى معها ثقافة المعارضة و عدم تقبل الحوار و أفكار و آراء الرأي الآخر فينتج عن ذلك التعنصر و التطرف ويفتقرون كتابة ما يملكون من آراء و أفكار مهمة ورائعة للمجتمع وتصبح ثقافة المعارضة لا تساعدها في كتابة مشاريع متكاملة بمساعدة مستشاري المجلس القانونيين.
الكويت تحتاج إلى ثورة حكومية صادقة في تطوير التعليم مثلما فعلت سنغافورا ودولة قطر ودولة الإمارات ودول أخرى، ذلك بإحداث تغييرات و تعديلات في نظام التعليم.
نظام التعليم في الدول المتقدمة و الدول النامية ليس مستقلا بذاته، وإنما يتأثر و يؤثر في أنظمة أخرى في المجتمع مثل: النظام السياسي والاقتصادي والإداري و الاجتماعي والثقافي و التقني، و لذا نجد أن التغييرات التي حدثت في الربع الأخير من القرن الماضي، قد استوجبت في كثير من الدول إحداث تغيير في الأنظمة التعليمية بها.
المجتمع الكويتي مستاء من تدني الحوار و الأفكار والنقاش حفظ الله الكويت حكومة وشعبا من كل مكروه.