قال الشبل لأبيه الأسد :بابا !مشتهي أتمشى في الغابة لوحدي.
قال والده :لك ذلك يا صغيري لكن هل أنت متأكد انك لست بحاجة حراسة؟
رد الشبل :نعم يا ملك الغابة .
رضخ الأسد الملك لرغبة شبله الصغير رغم شعوره بالقلق عليه، لكنه قال في قرارة نفسه :من يجرؤ على ايذاء ابني ؟
بدأ الشبل يتجول وحيدا في الغابة، وكلما مر بجانبه أحد الحيوانات ينحني اجلالا واحتراما للملك المقبل ،لكن حدث ما ليس في الحسبان ،فقد مر الشبل بجانب ضبع غبي ،فلما رآه الضبع وحيدا قال لنفسه :هذا سوف يحكمنا في المستقبل ويتحكم بأبنائنا، ومن يدري ،فلعله سوف يبطش بنا ويذيقنا الويلات ،وهذه أغلى فرصة لأنتقم منه مقدما.
نهض الضبع وتقدم من الشبل وفي عينيه يلمع الخبث والحقد ،وانهال عليه ضربا ورفسا ولطما ،والشبل الصغير يصرخ من شدة الألم.
شعر الضبع بالفرح والارتياح ،ثم غادر المكان وهو يدندن مسرورا بأغنية “وش جابك عا حارتنا”.
ذهب الشبل باكيا إلى أبيه وروى له ما حدث ،فتطاير كل شرر الدنيا من عيني الملك ،و أمر بجمع كل الحيوانات، و خلال دقائق كانت حيوانات الغابة تقف خائفة مذعورة أمام الأسد وشبله.
قال الأسد بصوت زائر كالرعد القاصف : من ضرب ابني يابهايم ؟.
كان الضبع الغبي يقف بجانب الثعلب ،ولأن سمعه ثقيل فإنه لم يسمع جيدا ما قاله الأسد فسأل الثعلب :ماذا يقول الملك؟.
قال الثعلب :يقول من يرغب أن يكون محافظ الغابة يرفع يده.
رفع الضبع يده سريعا حتى لا يسبقه احد الى هذا المنصب الرفيع.
فأشار إليه الأسد ليقترب ،وقبل أن يصل صاح الشبل :هذا هو يا والدي.
انهال الأسد على الضبع ضربا ورفسا ولكما ولطما حتى وقع على الأرض شبه ميت.
في اليوم الثاني كان الثعلب وأصحابه يتسامرون تحت شجرة وارفة الظلال ،فمر الضبع بالقرب منهم مطاطئ الرأس مخذولا ،فناداه الثعلب :يا أخي سلم ،السلام لله ،ندري صرت محافظ ،لا تتكبر علينا.
هذه الحكاية ،رغم أنها مشكوك في صحتها ولم تؤكدها وكالات أنباء موثوق بها ،إلا أن بها دروسا وعبرا.
أولها :إذا كنت عاجزا عن مواجهة الأسد فلا تضرب ابنه .
وثانيها :لا تصدق كل ما تقوله الثعالب حتى لو كنتم جيراننا وأبناء حارة واحدة .
وثالثها :لا تطلب مركزا اكبر من قدراتك.
رابعها ، وهو الأهم :إذا كنت تعيش في غابة فتوقع يا رعاك الله كل شيء.