المقالات

الديمقراطية مسؤولية وليست كلامًا فارغًا

عملية تصحيح المسار… هي مسؤولية الجميع ،وهذا الامر ينبغي ألا يكون مجرد شعار مضاف في صفحات وحسابات وزارة الاعلام بمواقع التواصل الاجتماعي الرسمية والموثقة، عملية تصحيح المسار ليس مجرد استعدادات تُعمل لتغطية الانتخابات ضمن اجتماع رؤساء الدوائر مع المشرفين والطواقم الفنية والمناديب في وزارة الاعلام وإنما في تكثيف البرامج لرفع مستوى الوعي الوطني للمشاركة الحية في عملية حسن الاختيار وتصحيح المسار. 
عملية تصحيح المسار ليست مجرد هاشتاقات «وسم» وإنما مسؤولية في المشاركة الوطنية. 
نتابع ما ينشر في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من ندوات انتخابية مستمرة ومتباينة في شتى المواضيع والملفات والقضايا وذلك لمعرفة المرشحين والبرامج الانتخابية لكن ما نسمعه ونراه مجرد انفعالات للمرشحين وتعابير عن الاستياء والرفض للسنوات الماضية التي بعضهم كان لاعبا ومشاركا أساسيا الامر الذي لا نجد فيه تصورا أو رؤية تقبل التناول والطرح فما نريد الاستماع له هو عقل وصوت المرشح والبرنامج الانتخابي والمجالات التي تتطلب منه العمل والذي على أساسه سيكون القرار في الاختيار وفق القناعة وليس من أجل الضغوطات والمواقف والاحداث التي مضت وانقضت. 
ومع الأسف بأن وسائل الاعلام المحلية والرسمية والموثقة وعلى رأسها وزارة الاعلام لا تقوم بدورها في نشر أهمية رفع وعي الناخب ودوره الإيجابي في المشاركة الوطنية والارتقاء في التجربة الديمقراطية لتصحيح المسار. 
فلا يخفى على أحد بأن المشهد الانتخابي ضبابي ولا يعكس رأي الشارع الحقيقي في حسن الاختيار فقد نشهد حالة ممتدة من العزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة وذلك لحالة الإحباط واليأس والاستياء من الجو العام. 
فلا توجد قناعة في أهمية المشاركة في التصويت لولا المجاملات بعيدا عن المصلحة فهناك سيناريو وخط زمني متكرر يبدأ وينتهى بين الحل والمبطل دون معرفة الأولويات والمشاريع والقوانين والحق في ممارسة الديمقراطية في النظام البرلماني. 
لم يتبق سوى أقل من 15 يوما ،ولا أعتقد في هذه الفترة القصيرة يمكن أن نتعرف على المرشحين وعلى أفكارهم وأراهم والبرامج الانتخابية الامر الذي من المفترض أن تكون لوزارة الاعلام الخطة الكاملة والشاملة في وسائلها في عرض وتقديم هؤلاء المرشحين وبرامجهم الانتخابية للناخبين المواطنين المقيدين، فأكثر الناخبين ينتظرون من الحكومة التعليمات والتوجيهات إن صح التعبير للمشاركة في عملية حسن الاختيار وتصيح المسار لمعرفة الجادة، فالإعلام الرسمي مقصر جدا في مقابلة وتقديم المرشحين وأفكارهم وآرائهم وبرامجهم الانتخابية فالأمر لا يتعلق بحالة من الحرج عند القيام بهذه الإجراءات والخطوات بدل املاء التوجيهات حسب المصالح والرغبة في بعض وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي التي تضرب وتنتهك القانون ليلا ونهارا. 
«كلمة مختصرة»: 
ليس غريبا بأن نجد من يسيء للنظام الديمقراطي ويسعى للمشاركة فيه.. 
وخاصة عندما يفتقد للثقافة والقيم وحسن التعبير والتصرف في كثير من الاحداث والمواقف.. 

اظهر المزيد

عبدالعزيز خريبط

كاتب كويتي عضو جمعية الصحافيين الكويتية وعضو الاتحاد العام للصحفيين العرب والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان Akhuraibet@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى