المقالات

اللغة العربية .. ساحرة

اللغة العربية وعن تجربة ميدانية طويلة في درسها وتدريسها .. ساحرة .. لكنها صعبة ..والكثير من قواعدها النحوية .. جافة ..وفنون بلاغتها وعرة .
لذا يجب علينا تسهيلها على النشء العربي المعاصر .. ليُقبل عليها ويستوعبها ويُحسن استخدامها في حياته ومعيشته .. أو بلفظ أدق ، كي لا يهرب منها النشء العربي المعاصر .. كليا للغة الإنجليزية .. لغة التقدم العلمي الحديث .. كما في المدارس الأجنبية ..المتزايدة في الدول العربية ..!
والأهم حسن اختيار النصوص والموضوعات ..الشيقة الجذابة الممتعة والمفيدة .. المقررة في مناهج تدريسها ..
وليس موضوعات منفرة .. تراثية .. قديمة بالية .. أكل الزمن وشرب عليها .. كما هو حادث الآن في مدارسنا .. للأسف الشديد.
والأهم أن تكون أسئلة الاختبارات الفصلية والنهائية ..سهلة واضحة في متناول معظم الطلبة .. لا تكون إجابتها في بطن واضعها وحده .
— وللعلم ، ففي اللغة العربية الساحرة.. قولك :
مبروك …للتهنئة
أفضل من قولك:
ألف مبروك .
فقد علّمنا جهابذة اللغة العربية .. ألا نستخدم الأرقام الحسابية والأعداد البنكية المادية الجافة .. في التهاني القلبية والوجدانيات العاطفية .
وألا نستخدم في المواضيع الأدبية العاطفية الأرقام الحسابية ١-٢-٣- إلى آخرها .
إذ يُفضل بدلا منها استخدام : أولا – ثانيا – ثالثا إلى آخرها .. بالحروف الخضراء النضرة وليس بالأرقام الصفراء الجافة .
لأن لغة الأرقام الجافة للكتابة العلمية القائمة على الحقيقة والواقع .. وليست للكتابة الأدبية القائمة على العاطفة والخيال..
وعند أهل البلاغة والبيان .. العرب قديما أيضا قالوا:
خير الكلام ما قلّ ودلّ ولم يطل فيُمل..
فقولك .. مثلا :ليلى كالغزال .أكثر بلاغة من قولك :ليلى كالغزال رشاقة .
وقولك : ليلى غزال .أبلغ قولا من قولك : ليلى كالغزال .
فكاف التشبيه هنا ..وهوحرف واحد صغير .. أضعف التعبير والمعنى الجمالي .
لذا فإن قولكً :ليلى غزال.
تشبيه بليغ … وهو أقوى أنواع التشبيه .. عند أهل البلاغة العربية .

ولاغرو ، فكلما كان اللفظ قليلا .. والمعنى كثيرا .. كان الكلام بليغا ..
وعليه ، فمن تسأله :ما اسمك ؟فيجيب : اسمي زيد..مثلا
ليس بليغا ..عليه أن يقول : زيد كي يكون بليغا..!
— أخيرا وليس آخرا :يُكثر البعض منا استخدام كلمة « بادرة « طيبة … والصحيح : «مبادرة « طيبة ..لأن «بادرة « تستخدم للعمل أو السلوك الردي .. الشين .. تقول : بدر منه .. إذا فعل الإنسان فعلا سيئا أو تكلّم الإنسان كلاما نابيا .
أمّا « مبادرة « فهي للشيء الطيّب الزّين ، عملا كان أو قولا .
وللكلام بقية ..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى