أثق بعامل الحظ لكنني لا أعتمد عليه وحده في إدارة شؤون حياتي بكل تفاصيلها، كما أنني من دعاة التخطيط المستقبلي ولكنني غالبا ما أتوقع الخيبات أكثر من الكمال في تلك الخطط، فإن الأقدار الإلهية والقضاء المبرم من السماء لا مناص منه ولا محيص مهما اجتهد العقل وتوافرت الإرادة للفرد في تحقيق التوازن بزوايا حياته، أقول قولي هذا لأقودك عزيزي القارئ إلى أهم نظرية بشرية أتت بها التجارب منذ الخليقة، الا وهي «التوازن» وهنا أتحدث عن عنصر التوازن للفرد وانفعالاته بحسب كل حالة مر ويمر وسيمر بها بسبب ظروفه وتكوينه، فللإمام علي مقولة ووصف عن تلك الخاصية حيث يقول «إن الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة بإدراك عقلي وسلبهم الغرائز، وخلق البهائم بالغرائز، وسلبهم الإدراك العقلي، وخلق الإنسان فجمع فيه وله العقل والغرائز فإن توازنت مدركاته مع غرائزه تفوق على الملائكة، وإن هبط لغريزته على حساب عقله بات أدنى منزلةً من البهائم».
ويدلل أبو الحسن، روحي فداه، في موقع آخر على طبيعة الإنسان فيقول: «فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد»، وهي إشارة واضحة وجلية على أن التوازن سيد السادة لنيل الحياة الهانئة، ومع كل هذا ستجد عزيزي القارئ كيف أن غالبية الناس تعاني الأمرين بسبب التطرف لشيء على حساب أشياء، وتفرط في جانب فتضعف الجوانب الأخرى، فتموج بهم بحار الحياة من دون ان يستمتعوا بنعمة التوازن، فتنعكس على آرائهم وكلامهم وأفعالهم، فيعيش البعض منهم في النار وهو في الدنيا.
الخميس, 11 يناير 2018
التوازن نعمة عظيمة

جعفر محمد
وسع صدرك