له تسعة أعمال مازالت في بريطانيا، متوزعة بين متاحفها الفنية، هذا هو الفنان البريطاني جوزيف ويليام تيرنر 1775 - 1851، ومن أجمل تلك الأعمال لوحته الزيتية «الصيادون في البحر» تميزت هذه اللوحة كما الأخريات من أعمال تيرنر بتناسقها اللوني والتحدي الزمني مع تصوير الحالة الحقيقية التي يعيشها الصيادون في البحر وهم يصارعون الأمواج معتمدين في ارشادهم نحو الطريق على ضوء القمر في السماء الصافية نوعا ما، هذه اللوحة التي تعتبر الأول من نوعها من حيث التقنية وأسلوب الرسم رسمت عام 1796 بأسلوب جديد لم يعهده الجمهور الفني من قبل، حيث برزت اللمسات اللونية ويظهر عليها أثر الفرشاة مع الشعور الواضح بمساحات وخطوط لونية خشنة أسست لمدرسة عرفت بعد ذلك بعقود أنها المدرسة التأثيرية التي تسجل الحدث وتوثق الصورة العابرة أمام عيني الفنان بلحظات سريعة لا تسبقها الفرشاة في توثيقها قبل ذاكرة الفنان ومخزون عقله الحساس بعناصر اللوحة كلها، هكذا اعتبر تيرنر هو الأب الروحي للتأثيريين الأوائل أمثال كلود مونيه وسيزان وبيكاسو باعتبار أن الفنان الايطالي كارفاجيو والهولندي رامبرانت اللذين اعتمدا على الحدث والوقت وشد الانتباه إلى زوايا بذاتها يعتبرون ضمن قرون سابقة لا نستطيع تجاهل دورهم الحقيقي في التطورات الفنية الحديثة التي دخلت على مدارس عصر النهضة الرومانسي والباروكي وشهادة في سجل الزمن اوثقها بحق هذا التأثيري المجهول جوزيف تيرنر الذي لم يعرف أنه بلمساته سبق الكثيرين من المبدعين إلى مدرسة اسمها اليوم التأثيرية الواقعية هو رائدها الأول بلا منازع .. وللحديث بقية بإذن الله.
الخميس, 08 نوفمبر 2018
التشكيلي تيرنر... تأثير مجهول

عبدالعزيز التميمي
ثقافيات