لم نلوم الناس على غدرهم،على خيانتهم،على قلة معروفهم؟، دائما ما نعيد نفس الحروف والسطور والجروح أيضا،لم لا نتعلم من أخطائنا ونعيد نفس الخطأ؟
هل تعلمون سبب مشاكلنا، وسبب ما نحن عليه من تحسر، ووجع؟ بسبب كلمة واحدة دمرت الملايين وهي الثقة أو بالأحرى الثقة العمياء التي يعتبرونها سذاجة،ألم يحن الوقت كي نستيقظ من هذا الغباء والسذاجة التى اسمها ثقة في الناس، في عالم أصبح لا إنسانياً، في عالم البقاء فيه للأقوى،في عالم لا يحترم الضعيف؟ لم تثقون لم نعطي الأسلحة التى تدمرنا بأيدينا،لم نسمح للوجع أن يقتلنا فقط بسبب وثوقنا بالناس؟ أنفسنا أحيانا تخوننا وتتركنا لحظة انكسارنا ونفس الشيء ينطبق على أقرب الناس إلينا من لحمنا ودمنا يخونون فما ظننا بالغرباء؟ ألم يحن الوقت لنفهم هذا الواقع ونتعامل معه بوعي،بحذر كي لا تطعن السكاكين قلوبنا فيما بعد،كي لا يقتلنا الشعور بالندم والقهر،كي لا نسمح أن نكون ساذجين في نظر الآخرين،كي لا نجعلهم يشعرون بأنهم انتصروا علينا وبفضلنا فقط بسبب ثقتنا العمياء بكل شيء، بدون تفكير وكأن كلام الآخرين شيء مقدس لا يستحق أن نفكر في أبعاده أو مثل المنوم المغناطيسي الذي يجعلنا تحت أمره بدون تفكير؟ العقل نعمة من عند الله حتى أنه كثيرا ما أشار في القرآن إليه بقوله أفلا تتفكرون،أفلا تعقلون،حتى أنه فضلنا على بقية المخلوقات بنعمة العقل،فلا تكونوا مثل الطعم الذي تصطاد به السمكة في حياة الناس،لأنه لا يوجد أحد أفضل من الآخر كي يعذب الآخرين فقط بسبب ثقتهم فيه،واذا كانت الثقة هي السلاح المدمر فلا تسلموا سلاحكم وزمام أموركم لأحد لأنه لن ينفع الندم فيما بعد ولأن الشكوى لن تخفف ألمكم ولأن الشعور بالقهر سيظل يلاحقكم ولأن الجروح لن تشفى، ففكروا قبل أن تثقوا لأن الثقة جوهرة لا يستحقها عابر سبيل، بل المواقف هي من تصنعها وليس الكلام والوعود الزائفة والخدع والأكاذيب.