لاشك ان حرب المياه باتت تتصدر أولويات واهتمامات وكذلك هموم عديد الدول العربية على غرار مصر والسودان والخليجية ومنها الكويت، حيث ترمي الدراسات والأبحاث الحديثة والتي تجرى بمعرفة المؤسسات والهيئات الحكومية وكذلك الأفراد وبعض المهندسين الأكفاء، ترمي للوصول إلى أفضل درجات التوافق ما بين مشكلة المياه وحلها بما يعود إيجابياً على وفرة المياه مستقبلاً واستمرار كفاءتها للسنوات المقبلة.
وبات راسخاً لدى العامة المثقفة على الأقل أن نتائج تلك الدراسات كشفت أن مشكلة المياه ستتضاعف مستقبلاً، ما لم تكن هناك وسائل فاعلة لحماية الموارد المائية وإدارتها بشكل جيد مع البحث عن مصادر وموارد أخرى مع استغلال أمثل للمياه الجوفية والأمطار والمياه المعالجة والمياه الرمادية وغيرها.
مشكلة المياه أصبحت متعددة الأبعاد وتحتاج للتعامل معها بآلية متطورة متقدمة إبداعية، إلا أنه لا يزال هناك قصور في الرؤية المستقبلية نحو أزمة المياه ويرجع السبب في ذلك لغياب قاعدة البيانات والمعلومات والأبحاث التي تشير إلى الأزمة بصورة واضحة.
وفي ظل هذه ما يشغلنا دائماً بالتفكير الدائم في مستقبل الديرة والبحث الجاد عن الحلول لأي أزمة متوقعة ،وما يدور بخاطري حول المخزون الاستراتيجي للمياه في وطني الغالي، وارتكازاً إلى الرؤية التي دائماً ما أؤمن بها واتبناها في دعم شباب الديرة خصوصاً ممن أثبتوا كفاءة وقدرة كبيرتين على إثراء الحياة الكويتية بكل ما هو نافع وهادف ويعود بدوره بالقدر المطلوب من الاستفادة، دار حديث شيق بيني وبين المخترع الكويتي المبدع المهندس عادل الوصيص، استعرض خلاله الأخير المكامن الأساسية للأزمة التي عرضتها عليه لاستكشاف حلوله ونظرته الخاصة لهذه الأزمة حال حدوثها بأي وقت، فقد أنار لي الصديق الغالي عادل الوصيص الطريق وكان أكثر عمقاً بشأن هذا الملف، فقد وصف لي بحر الخليج بأنه «ضيق»، طارحاً أكثر من سؤال منطقي والله بالفعل: ماذا لو حدث لا قدر الله وأخذ المفاعل النووي الموجود حالياً والكل يعلم على حدود ديرتنا الكويت في التسريب حال تعرضه إلى «زلزال» مثلاً أو «قصف» محتمل في ظل اشتباك المشهد السياسي العالمي..؟ وبالتالي ومن البديهي تلوث هذا البحر «الضيق» بحر الخليج، فماذا على الكويت أن تفعل حتى لا تلجأ إلى هذا البحر خصوصاً وأنه معرض وكما أسلفنا في المقال على التلوث في أي وقت رغم وجود «4» محطات للتحلية في الكويت ..؟ وهل مخزون المياه الكويتي يكفي أسبوعاً أو اثنين أو حتى شهرين على أقصى تقدير لإعادة ترتيب الأوراق والتصرف سريعاً باتجاه حل الأزمة إن وجدت ..؟
الوصيص اشار في حواره وحديثه الممتع معي إلى ضرورة النظر بعين ثاقبة ومختلفة على العقول الكويتية المبدعة في هذا الشأن، والتي تمتلك بدورها الحلول بغرض التصرف سريعاً في مثل هذه الأزمات والمواقف الصعبة.
وكشف الوصيص أن أسلم طريقة والتي تعد آمنة في مثل هذه الحالة تتمثل باختراع جديد ولكن عبر النظرية القديمة وهي «تبخير» المياه عن طريق الضغط عبر الطاقة الشمسية، بحيث يتم التحكم في تقليل درجة غليان المياه من 100 إلى 45 درجة سيليزية وبالتالي الوصول إلى مياه صافية خالية من الأملاح وكذلك أملاح جافة، يتم من خلال هذه الأملاح حل أزمة التناضح العكسي الذي تضخ من خلاله مضخات الضغط العالي المياه عبر غشاء لا يسمح بنفاذ الملح ويُستخدم التيار الكهربائي لفصل الماء عن الملح.
وأخيراً، وبحسب الصديق الوصيص يجب الانتباه للمحافظة على المستقبل، فيوجد نموذج واحد لتحلية المياه، كما لا يوجد نموذج واحد يمكن تطبيقه في جميع البلدان، فقد أجبر التنوع في التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية بين البلدان، على اتباع نهجٍ مُختلفة لتحلية المياه في كل بلد، وقوام الكويت في التغلب على هذه الأزمة حال حدوثها يكمن بالأفكار الخلاقة من قبل شبابها المبدعين والمخترعين على غرار «الوصيص»
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.