سنوات والشعب الفلسطيني عاجز على تحرير أراضيه من الاحتلال الاسرائيلي عندما تسأل فلسطيني :ماهي أحلامك ؟سيجيبك أنه لا توجد أحلام، لأن الموت يهدد حياته وحياة كل المحيطين به كل ثانية،فلا يستطيع أن يرسم أهدافا ومخططات ويحققها على أرض الواقع الفلسطيني ،منذ سنوات وهو يعاني في ظل صمت المجتمع الدولي،في ظل تجاهله لوطن اسمه فلسطين الفلسطيني لا يملك أي حقوق حتى مجرد السفر لتغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ليست من حقه،لأن جواز السفر الفلسطيني غير معترف به في عدة دول،فيبقى الفلسطيني في بلده،يختنق كل يوم بالبطيء ولا يستطيع حتى أن يغير شيء من قدره أخبرني صديق اعلامي فلسطيني رغم النجاح الذي حققه إلا أنه لا يستطيع أن يسافر لأي مكان،لا يستطيع أن يحقق طموحات أكثر رغم امتلاكه لمهارات لا يملكها غيره إلا أنه يختنق وعاجز أي يغير الأوضاع للأفضل بسبب واحد فقط كونه فلسطيني و شيرين أبو عاقلة اليوم ماتت فقط لأنها فلسطينية،فلسطينية صاحبة الكلمة الحرة والضمير الحي، قتلتها أيادي الغدر قتلت صوتها الذي كان ينادي بالعدالة قتلت شجاعتها وصمودها قتلت صحافية نزيهة وصادقة قتلوا سفيرة صوت فلسطين الذي وصل للملايين في العالم،صوت قد خرق كل العراقيل والحواجز والمسافات بدون خوف وتردد كلمة إنسانة وطنية لن تكفيها حقها ولن تعبر ولو عن جزء منها قد كتبت شيرين إسم القضية الفلسطينية بحروف دمائها،لتموت شهيدة على الأراضي الفلسطينية،بكل شموخ قد حاربت من أجل القضية،قد تركت كل شيء من أجل قضية كانت تؤمن بها ومن أجل أصوات أوصلتها،أصوات الظلم والانتهاكات اللامتناهية لحقوق الفلسطينين واليوم قد غادرت الحياة برصاصة عشوائية قتلتها وقتلت آلالاف الفلسطينين معها،قتلوا حتى مجرد الأمل لدى الفلسطينين في إيصال أصواتهم، أصواتهم المنددة بالظلم والطغيان الذين يعانون منه منذ سنوات عدة،أصواتهم التى تختنق في كل ثانية بسبب رائحة الموت المنتشرة في كل مكان،أصواتهم التى تتحسر على أراضيهم الملطخة بالدماء،أصواتهم التى تبكى منازلهم التى تحولت إلى خراب،أصواتهم تبكى أقربائهم الذين يغادرونهم في كل دقيقة نحو المقابر،رحلة بدون عودة ولا حتى وداع مسبق،أصواتهم الحزينة والبائسة،أصواتهم الغائبة فيها الأعياد والمواسم شيرين قد عاشت من أجل وطن فيه كلمة الشهيد،أم الشهيد وأب الشهيد وإبن الشهيد،هي كانت تعلم أنها حياتها سوف تنتهي لأنها لطالما تعرضت للمخاطر أثناء ايصالها لمعاناة الفلسطينين مواثيقهم الدولية وقانونيهم ومنظماتهم كانت و لازالت عاجزة أمام ملف القضية الفلسطينية في حين أن امرأة واحدة كانت بألف رجل وبكل الأوطان حاربت بصوتها من أجل وطنها، والملايين اليوم قد احتشدوا من أجل ابنة فلسطين،من أجل امرأة لا تعادل أي رئيس وأي حكومة وأي منظمة ترفع كل قبعات الإحترام والتقدير لهذه المرأة ولروحها التى ستفضل راسخة داخل عقولنا إلى ما لا نهاية امرأة بكلماتها وصوتها الحر قد أخرست أصوات كل رجال العالم أصوات عجزت أن تكون مثل جرأة صوتها،الذي صرخ بإسم فلسطين وأبناء فلسطين، الذي صرخ أنه يوجد وطن اسمه فلسطين في خريطة العالم،وطن صنع الأبطال،أبطال لا يهابون الموت بل يفدون وطنهم بروحهم ودمائهم.