خلود الفيلكاوي
ماعادت القلاع والاسوار والأسلحة النارية والمدفعية والاغارة جواً وبحراً..والخيول والمنجنيق هي سيدة الحروب … قواعد الحروب اتخذت نمطا مستطرفا عصريا… نمط فتاك.. نمط فني محبوك مهلك… ونوع قاتل يسمى «الحرب البيولوجية».
ان المغبة من هذه الحروب قد تتجه الى اتجاهين.. الصراع للبقاء.. او انهاء البقاء للطرف المعادي.. لم تنفلق غاية الحروب عن هذه الغاية لأطوار عدة.. وقد تتعدد اطراف الصراع مابين دولتين او عدة دول في معركة واحدة..وبالرغم من أن التسلح والدخان ودوي الانفجارات والصواريخ حققت انتصارات في عالم الحروب السالفة القدم..ولكن للاسف فقد أتاحت الإنجازات البحثية الشيطانية المتطورة في السنوات الأخيرة إحداث تبدلات سريعة ومرهبة في وسائل الصراع وأساليبه.. بحيث حولت العلماء والمخترعين إلى أداة مهمة في الحرب.. وبعد ان كانت المعارك تدوم لسنوات بجيوش وعتاد.. اختصرتها تلك الأبحاث لأشهر وأقل بكائنات غير مرئية قاضية.
واستعمال تلك الكائنات الفايروسية الحية المعتمدة في الحروب البيولوجية في العصر الحديث..هي ماتسمى بالحرب الصامتة.. الحرب الخفية.. الحرب الباردة.. تباغتك وتنتزع الارواح بلا انذار.. انها الحرب القذرة.. وكما تسمى «قنبلة الرجل الفقير» بحيث انها وبلا مجهود وتكليفات تؤدي غرضها في الهلاك.
ان ذريعة الخلاص من مجتمع تحولت من ظاهرة متعددة الابعاد الى وحيدة البعد.. فإن كانت رؤية المعادي ان اسباب المعركة هي منظور سياسي واجتماعي وجغرافي وطمعي وجشعي..فستكون لتلك المعركة عدة تصورات وتخطيطات وابعاد.. واما ان كانت لتلك الحروب هدف واحد فستكون ذات طابع وبعد أوحد.. يسهل فيه جداً التنفيذ والنجاح.
وقد يجهل بعضكم ان فكرة الحرب الفايروسية قديمة جداً لما قبل الميلاد وقبل ايضآ.. كمثال القائد اليوناني «سولون» عندما استخدم جذور نبات «الهيليوروس» في معركته وتلويث ماء النهر للقضاء على العدو واضعافة… والقصة المعروفة الاخرى عندما خدعت أميركا الهنود الحمر واهدتهم لحفا ملوثة بالجدري لإبادتهم..وقضت عليهم بحرب الجراثيم.
وبرغم قِدم هذه التنقية في المعارك ووضوحها.. الا اننا نواجه حالياً حرباً بيولوجية نادرة الهدف.. أوحدية الغاية.. وهي الإبادة البشرية.. ليس في دولة … او قارة محددة.. بل اقصاء انساني غير مستهدف لزمان ومكان… ولكن هم لديهم الوباء ونحن لدينا الرب.
*يا ابن ادم لو اجتمع الانس والجن علي ان يضروك بش لن يضروك الا بشي قد كتبه الله عليك ،ولو اجتمع الانس والجن علي ان ينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك ،رفعت الاقلام وجفت الصحف.