المقالات

نيرة أشرف وإيمان ارشيد ضحايا لمرضى نفسيين

ما يحدث في مجتمعاتنا فظيع جدا،فظيع لدرجة تجعلنا نتساءل :أين نحن ؟في غابة؟؟؟
لماذا كل هذا العنف المسلط تجاه المرأة؟؟؟
هل من يحب يقتل بهذه الطريقة ؟مازلنا لم نتجاوز صدمة موت نيرة بهذه الطريقة البشعة على يد مجرم ومريض نفسي ،لتضاف اليوم جريمة أخرى لا تقل بشاعة وهي جريمة قتل الطالبة إيمان أرشيد في الأردن بعد إصابتها ب5رصاصات ،حيث لقيت مصرعها وفقدت حياتها .
إيمان قد تعرضت هي أيضا لتهديد بكون مصيرها سيكون مثل نيرة لأنها قالت :لا،لا أريدك .
هذه الأزمة الأخلاقية التى نعاني منها تدفعنا للتساؤل :من أين جاءت هذه الأفكار السوادوية ؟من المسلسلات والأفلام التى تحث على العنف واحتقار المرأة ،أم بسبب غياب التربية والثقافة والضمير ؟
كل المسلسلات تقريبا وبالأخص التركية تشجع على توجيه السلاح في وجه المرأة إذا قالت :لا أريدك في حياتي،جيلنا قد ترعرع على هذه الأفكار المسمومة من فكرة مسلسل دموع الورد حيث تدور أحداثه حول أيمن الذي دمر حياة نرمين واغتصبها وسلط عليها كل أنواع العنف ،وجن جنونه الذي وصل به في النهاية لقتلها ،فضل أن تموت على أن تتزوج من غيره وهو يظن بذالك أنه يحبها ،إنما هو فقط حب تملك .والعديد من المسلسلات التى لا تحصى ولا تعد والتى نشرت الفتنة داخل عقول الشباب الطائش وغيبت الوجدان والضمير ،وأصبح الرجل ينظر فقط للمرأة على أنها من ممتلكاته ويفضل أن تموت على أن تتزوج من غيره .
المجرم الذي قتل نيره قال أنه يحبها ويعشقها إنما هو جنون،حب تملك،أنانية ،لو كان يحبها لابتعد عن حياتها،ما كان سوف يؤذيها .
قال: خفت حد ياخذها مني فقررت اقتلها وكنت عايز احتفظ براسها،عشان أنا كنت بحب عيونها وانا مش ندمان انو قتلتها عشان ربنا عارف بحبها أد إيه فأكيد هيجمعني بيها ،انا عايز اتعدم بدون محاكمة بس لي طلب بعد ما تعدموني ادفنوني في حضنها ارجوكم .
كلام أكثر من مستفز من إنسان لا يملك ضميرا ، إنسان طائش لو كان أحبها فعلا لكان ركز في دراسته وتخرج واشتغل وتمنى لها الخير، ونجح ووصل إلى أعلى المراتب .
الحب ابدا لا ينزل إلى هذه المستويات بل بالعكس هو يسمو بالشخص ،لكن للأسف صورت الأفلام والمسلسلات لهم الحب مخزرات وعنف واغتصاب وقلة إحترام وحياء،صورت لهم الحب تهديدا وامتلاكا رغما عن الطرف الآخر وفي النهاية استهلكوا بدون تفكير إلى أن وصلوا للحضيض.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى