حينما يتحدث الكبار فإن كلماتهم تكون حاسمة لا مجال للمجادلة فيها ولا مراجعة، اعتدنا منهم الحق والانتصار له، وندرك في قرارة أنفسنا أنهم أشد حرصًا علينا من أنفسنا، أقسموا وعاهدوا الله على الولاء للوطن ورعاية الشعب وكانوا بما عاهدوا صادقين، نثق فيهم ونؤمن بأن لديهم قدرا كبيرا من الحكمة في التعامل مع مجريات الأحداث، فتاريخ الأسرة الحاكمة حافل بالكثير من المواقف المضيئة والتي دائمًا ما ترفع لهم رايات الفخر والكرامة.
سيدي أمير بلادنا الشيخ نواف الصباح، دائمًا ما تعلمنا دروسًا في الحكمة وتضرب لنا أروع الأمثلة في رجاحة العقل للتعامل مع كافة الظروف والمواقف، وبالأمس القريب استطعت بكلماتك التي قالها نيابة عنك سمو ولي العهد الشيخ مشعل الصباح أن تصنع حالة من الارتياح الشعبي لدى المواطنين، وفي خطاب اتسم بالمصارحة جاءت البشرى بحل مجلس الأمة ،ذلك المطلب الشعبي الذي تأججت به الأصوات خلال الفترة الماضية، وهذا ما يكشف عن مدى إجادة القراءة الواقعية للمشهد السياسي والاجتماعي في دولتنا العظيمة، ويكشف عن مكانة الإرادة الشعبية لدى الأسرة الحاكمة.
حكمة أمير بلادنا دائمًا ما تأتي بالقرارات في الوقت المناسب، فقرار العفو تبعه قرار صرف منحة المتقاعدين وصولًا لقرار حل مجلس الأمة ،كل هذه القرارات كانت بمثابة تجديد لما نؤمن به في أنفسنا بأن ولاة أمورنا لا تخفى عليهم خافية على أرض الكويت الغالية، وان أميرنا لن يدخر جهدًا من أجل توفير حياة الرفاهية لأبناء شعبه.
نُبل وسمو ولاة أمورنا يستوجب منا كل تقدير واحترام، ويحملنا نحن أبناء الكويت مسؤولية كبيرة ،فلابد أن نبرهن على حرصنا على بلدنا وحُبنا لأميرنا وسمو ولي العهد من مواقف فعلية وليس من خلال الشعارات فقط، فحل مجلس الأمة سيكون بمثابة الاختبار لأنفسنا، هل سنعيد أخطاء الماضي؟ هل سنقوم بترشيح من تربطنا بهم قرابة أو علاقة صداقة أم أننا سوف نبحث عن الأفضل غاضين الطرف عن القبلية، حتى يكون المجلس القادم ممثلًا حقيقًا لشعب الكويت؟.
أبناء الكويت ،أسجدوا لله شاكرين الذي منحنا الحياة على أرض وطن عظيم، وأنعم علينا بولاة أمور عادلين وللحب مُحبين وعلى رعيتهم محافظين.