أنا كويتي حتى النخاع، ولا أسمح المساس ببلدي تحت أي ظرف، لكن عندما أجد أخطاء يجب الإشارة إليها، بكل فخر وبكل عنفوان، وللآن لدى بلدي الكثير من الأخطاء، لكن هناك من يسمع ويتقبل الرأي والرأي الآخر، لماذا أنتم في العراق إلى اليوم لا تريدون إلا تقديس الزعيم وتخليد صورة الزعيم الذي على مقاس عقولكم ومستواها، ودائماً ما أسأل نفسي أين الوطن من كل هذا؟ هذا البلد الجميل، بلد العلماء والحضارات والأمم المتعاقبة، لم تهتموا حتى برموز حضارتكم، وها هي أضرحة الكثير من العلماء شاهد حي على ذلك، أين أنتم من الوضع المعيشي ولديكم من الموارد ما يُضاهي دول الخليج، ولديكم الأنهار ولا زراعة تملكون، بل تعشقون الهرج والمرج والانبطاح لهذا الزعيم او ذاك، توالون عقائدياً دولاً أخرى، على حساب وطنكم وعلى حساب حياتكم، ببساطة لأنكم لا تملكون زعيماً حقيقياً، وهذه حقيقة يجب أن تعترفوا بها.
إن حل الجيش العراقي وتدميره ليس لأنه كان قوة كبيرة في عهد صدام حسين، وليس لأن نظام صدام حسين قد سقط، بل حله وتدميره هو غاية صهيو – أميركية لتدمير بلدكم، لقد سقط النظام، وللآن رموز هذا النظام في معتقلاتكم، دون محاكمات، تتحدثون عن البعث وجرائمه، وتمارسون أفظع مما كان يحدث، وتقولون عن كل الأخطاء الموجودة إنها من فعل نظام صدام، لقد رحل الأخير، فليخرج أحدكم ويقول لي أمراً واحداً إيجابياً حدث للعراق بكل مكوناته وشرائحه، سوى الركود والتراجع على كافة الأصعدة.
والأهم من هذا أو ذاك، أنني لا أهاجم، بل أصوب بوصلتكم، من المعيب حقاً التمسك بصغائر الأمور على حساب الوطن، هذا الوطن الذي تدمرونه بأيديكم، وبالمناسبة، أنتم أيها الشعب بكل مكوناته، يؤسفني أن أقول لكم إنكم مجرد وقود تُشعل حينما يشعر الزعيم أنه في ورطةٍ ما، وأنتم إما تخلصونه أو تورطونه، وبين البينين، لا يهتم أحد بكم، فلنتقبل حقيقة أن الغزو كان عراقياً لا صدامياً، وأن العراق كانت مزدهرة ما قبل العام 2003، وكان الجيش العراقي قوة كبيرة، أطيح بها، لإخضاعكم وإربكاكم وإيصالكم إلى ما أنتم عليه اليوم.
التاريخ لا يكذب، فإما الاعتراف أو ستستمر معاناتكم وأرجح ذلك، لأن العقلاء مغيبون مع الأسف، أو غالباً مقموعون وبين هذا وذاك ضاع الوطن.