المقالات

موعد بلا وعد

«ولم لا افك ضفائري »،، قررت وعد .. اتخذت قراراً
وامسكت المقص ، رجفت يداها،، وبتردد قصتها .
،،، ضفائرها كانت ضحية رفضها وتمردها علي احاسيس قبُعت بداخلها.
،،، وقفت امام المرآة ،،ونكشت شعرها،
لم تستوعب شكلها الجديد،، بقايا شعرها علي الارض.
مسكينة وعد ،الصمت ،،الشرود،،البرود،، الكدر،،
مشاعرها مزمنة ،، عجِزت الام،،لم تفهم حزن وعد .
مات والدها بالسرطان،، قبل سنة،،
لم تتجاوز وعد الفَقد ابداً،،عانت ديمومة الشجن،،
هي وحيدة ابويها ،، عمرها قَرُب من العشرين،، واقلٌ بسنتين.
شحُبَت ،، تلاشت براءتها الطفولية ،،
هجرتها الضحكة،،استوطنها حزن وظلام ،، وكره للحياة،،
أَفُل نجمها ،وليلٌ مستديم ،،
نكثت وعد بأي وعد مع الامل.لجأت الام لعمها ،،آملةً بشروق شمس جديدة،،
مجبرة مسكينةكحلٍ أخير .
في يوم ماطر ،،رنّ جرس المنزل،،
طارقٌ علي عتبة الباب ،،الام فتحت ،، والزائر العم ،،
رحبت الام به وبكت ،، تتطلع به بقايا امل ،،
العم ينفث سيجارَهُ ،، متكئا علي اريكة ،،
متأملاً صوراً معلقة بجدار ،،
الام عند باب الغرفة ،يُطرَق ووعد بلا اجابة،،
فجأة،،صرخة،، وتلتها صرخات،،
هرع العم ،، وعد على الارض ،،
والام تحضنها ،تنادي :
« وعد ،،، وعد،،،، ابنتي ،،»ضجت زوايا الدار بصراخها،،رحلت وعد
سقطت نجمة من سماء الفرح،واحتواها ظلام خاصم سواده عندما جن تبكيها وتبكي ،،بكت معها سنين وعد ،،وأبكت جدران الغرفه معها ،،،،
اوراقٌ طبية هنا ،، علب ادوي علي الارض هناك،،
كتاب « الحياة بعد السرطان» مفتوح علي الصفحة الاخيرة ومرمي،،
ظفيرة تحت الوساده،،وورقة بخط وعد :
« احبك امي ،،بعد رحيلي بالسرطان،، اهدي ظفيرتي لمريضة اخرى».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى