المقالات

الجهاز المركزي وشوكة البلعوم

كثُرَ اللغط وكثُرَت المطالبات غير المعقولة من البعض في الآونة الأخيرة وللأسف حتى من بعض السياسيين الذين نلتمس فيهم الحنكة والحكمة والخبرة والحرص ،ومن خلال هذه الخبرة يكون لديهم بعد النظر والقراءة المتمعنة والمتفحصة لأمر سيادي ووجودي ككيان الدولة وهويتها والانتماء إليها ، ومراعاة الحفاظ على الهوية الوطنية ليس بالأمر العابر أو البسيط أو قضية يقتات عليها البعض ويتكسب من خلالها ،فلا مجال لهكذا هراء ، فاليقظة والحذر والانتباه لبعض المتشقلبين والمتمصلحين والمتجنسين أيضا حسب مواد قانون الجنسية وبعض الفئات المجنسة في الظلام أو المزورة والمستخفة في غالب الأحيان بانتمائها لهذا الوطن الكبير بطيبة وشهامة ومروءة وكرم أهله، وقد يكون أغلبهم او بعض منهم لا يهتم بتركيبة النسيج الاجتماعي الكويتي الأصيل وعاداته وأسلوب حياته ،وأتمنى ألا يخرج متصيد ويقول الدين والإسلام والمساواة والإنسانية ،ولنختصر عليهم نصائحهم وحرصهم ومناداتهم وارتدءاهم لباس الورع والتقى وميل كفته لأهوائهم ومصالحهم بأن حتى الدين والقرآن فرَّق بين العباد والسبق بينهم بدخول الإسلام والهجرة وأعطى كل ذي حق حقه «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ» الحديد 10.
ولم يدع إلى الكذب والتدليس والاستيلاء على حقوق الآخرين وإدعاء الانتماء وغيرها من الطمع والجشع وتدمير مجتمع آمن متآخ متحاب متواصل «كلنا عيال اقريَّة …….» وجميعنا يعلم من المستحق ومن المدَّعي وعدم خلط الأوراق بهذه الطريقة المستغربة والمناداة بل والإصرار بالبوح وبصوت عال وفي كل شاردة وواردة بحل الجهاز المركزي للبدون ،ضاربين بعرض الحائط الأمن والنسيج الاجتماعي وتوهان وضياع هوية المجتمع الكويتي وخلط الأوراق والمسخ الفكري الاجتماعي الغريب بلا اكتراث ولا مبالاة ،والرضوخ لبعض الأصوات التي تنعق بما لا تفهم وتدوي بحناجرها لإحداث الضجيج المفتعل والمستقصد وأخذ الأمور المفصلية بالهرج والمرج والفوضى الحاصلة هذه الأيام والتجاذبات السياسية الاجتماعية الطافية على السطح ،وضرب الوحدة الوطنية وشتات الرأي والهرولة لتمزيق أواصر المجتمع ولحمته وتماسكه التي رسختها الأجيال وتعمقت جذورها بين أفراد هذا الوطن عبر قرون ، فوجود الجهاز المركزي للبدون كشوكة البلعوم لبعض المدّعين والمزوّرين والقائلين بأحقيتهم للحصول على الجنسية ،كما أنه حماية وضمان وتكريس لمبدأ العدل والمساواة الذي لطالما ينادي بها البعض المستحق والواضح كوضوح الشمس في رابعة النهار لاستحقاقهم ولعدم ضياع حقوقهم وخلط الحابل بالنابل ،فيصبح المستحق للجنسية وغير المستحق سيان ،فتضيع حقوق قسراً وتسلب أخرى لغير ذي حق فيُعطى ظلماً وإفكاً ولنتق الله في البلاد والعباد ولنقطع رأس الأفعى التي تبث سمومها في قلب المجتمع ،ولنردم جحورها عليها ولنترك الجهاز يعمل بإخلاصه وأمانته التي عهدناه بها ولن يُظلم مستحق ولن يفلت مدلِّس أو مزوّر بإذن الله .
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى