المقالات

احموا معرض الكتاب من العبث

يعتبر معرض الكتاب الحدث الثقافي الأكبر الذي ينظم سنويًا من حيث عدد المشاركين و الجمهور  الزائر للمعرض ،فهو محطة تفاعل بين الكتَاب و الناشرين من جهة و بين القراء من جهة أخرى ،ففي جنبات المعرض تلتقي القيم الابداعية و تتطور العلاقات المعرفية  بين صناع الرأي و الفكر والمتلقي ، فالقراء ينتظرون بشغف كبير هذا المعرض من العام إلى العام ليشبعوا نهمهم ولينتقوا أفضل الكتب والمراجع التي يزخر بها معرض الكتاب ، ولا يقتصر الأمر على الكبار فقط ،فقد خصص المعرض صالة خاصة للطفل تحتوي على دور النشر المختصة بكتب الاطفال والقصص المتنوعة التي تناسب كافة المراحل العمرية ، ففكرة إحياء القراءة والترويج لفكرة الكتاب بين الناس له الأثر الإيجابي على المدى المتوسط والبعيد، كما أن إقبال الناس على اقتناء الكتب باختلاف توجُّهاتها أمرٌ محمود ، لا غنى عنه.
كما أن اصطحاب الأطفال سيكون له أثرٌ نفسي إيجابي على نظرتهم للكتاب وادراكهم لأهمية القراءة ودورها البارز في صقل الموهبة وتنمية العقل والفكر والثقافة.
لقد ظل الكتاب الورقيّ حاضرا ومحتفظاً بمكانته إلى يومنا هذا، ومعارض الكتاب في العالم ساهمت بشكل كبير في حضور الكتاب، وقوّة انتشاره، وتأثيره التّنويريّ على جماهير المرتادين.
فمن أبرز إيجابيات هذه المعارض أنها اختصرت الطرّيق أمام الباحث والكاتب في الحصول على الكتاب بشكل ميسر، وساعدت على انتشار الكتب على نطاق جغرافيّ أوسع، ليزداد عدد القراء،
كما أنّ معارض الكتاب لم تكن فقط معارض شرائيّة وترويجية فقط، بل كانت معارض أيضا ثقافيّة وتنويريّة، من خلال عقد بعض الجلسات الثقافيّة والحواريّة والفنيّة.
وعلى الرغم من إيجابيات معرض الكتاب إلا أن هناك بعض السلبيات التي عكرت صفو المثقفين والرواد ،ومن هذه السلبيات انتشار ظاهرة التدخين داخل أروقة المعرض ما جعل الجو خانقاً وغير مناسب لتصفح ما يزخر به المعرض من كتب ومراجع ،فدخان السكائر والشيشة الألكترونية يملأ أجواء المعرض دون مراعاة لمشاعر الناس ولظروفهم الصحية ،الأمر الذي جعل الكثير من الزوار يغادرون المعرض على الفور حفاظاً على صحتهم وفراراً من هذا الجو الملوث.
ومن السلبيات أيضاً ان بعض الكتب والمعروضات لا تتناسب فكرياً ولا ثقافياً مع القراء ،فنجد الكثير من الكتب تفتقر إلى مضمون هادف يخدم القارئ وينمي قدراته ومعارفه وأفكاره.فهناك الكثير من الأعمال الضعيفة فنيًا ولا تستحق الاقتناء.
التّفاهة قد غزت حتى الكتب، التي هي رمز الوعي والثقافة ، فأصبحنا نرى كتباً مليئةً تفاهة وسفاهة.فبدلاً من أنْ تكون الكتب والروايات منطلقاً للدعوة إلى الفضائل والخير والحبّ والجمال تحولت إلى وسائل هدم وفساد وافتقرت لعناصر البناء والمقومات الفنية للكتابة.
لابد من التصدي لمثل هذه السلبيات حتى يعود معرض الكتاب في الكويت إلى سابق عهده من الريادة والتنظيم ليكون قبلةً للمثقفين من المواطنين والمقيمين، وليصبح واجهة الكويت الثقافية والعلمية التي نفخر بها جميعاً.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى