المقالات

قانون الكون باللغة الروسية

يتغافل الغرب عن حقيقة خطورة المأزق الذي يمر به العالم في حال ان تطورت الحرب الروسية الأميركية الغربية على الأرض الأوكرانية وبعض المدن الروسية. ولعل التوضيح المدروس المتعمد الذي اطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التاسع من الشهر الجاري وقال فيه ان بلاده تدرس خيارات الموقف الأميركي مما اسمته واشنطن بالضربة الاستباقية التي تعطيها الحق او تعطي مثل هذا الحق للدول التي تشعر بالحاجة للدفاع عن نفسها قبل ان تتعرض للابادة ، يعني قرب استخدام موسكو لادوات اللعبة النووية بصواريخها الأسرع من الصوت والأكثر كفاءة من الصواريخ الأميركية المماثلة باعتراف البنتاغون. هذا الاحتمال يؤشر الى دخول العالم ولو بشكل تدريجي غير معلن في حرب كونية ثالثة مدمرة هذه المرة في حال استمر التدخل الأميركي الأطلسي في الحرب التي تديرها الصهيونية العالمية دفاعا عن مصالحها الاقتصادية التي تحكم بها العالم. وهناك وجه اخر محتمل يتمثل بتراجع المعسكر الأميركي الغربي والقبول بالاشتراطات الروسية لوقف الحرب. وفي كلتا الحالتين فإن النتيجة المنطقية المفترضة هي الإقرار والتسليم بقرب زوال امتيازات إدارة اميركا لامور العالم التي فرضتها تبعا لمنطق أسست له خرافة واوهام نبوءات آل صهيون. بقوتها العسكرية في اطار التسابق الاستعماري على الهيمنة على النفط والالماس والمعادن الثمينة الاخرى والأسواق ومنافذ الملاحة البحرية والممرات التجارية .انا لست شيوعيا ولا اشتراكيا ولست مؤيدا لاي من طرفي الحرب الباردة السابقة «1948-1990» او الحالية « 2003 وحتى الان» لكني باحث وقارىء للتاريخ ومشكك في صحة بعض محطات التاريخ العربي والإسلامي ورافض وليس مشككا فقط لتخريفات المحرقة الصهيونية ومشككا في كل ما قيل عن هتلر .ولدي قناعة منطقية بان العالم بالتالي مقبل اما على نهاية مأساوية مدمرة للبشرية وكل ما يمت للحضارة والمدنية ككل او على انفراج يؤسس لمرحلة جديدة في عمر الانسان يبدأ العمل بموجب نظام عالمي جديد تصبح فيه الولايات المتحدة طرف في معادلة إدارة أمور العالم لا حاكم مستبد وهو ما يعني ان كل المعادلات والتحالفات السياسية والعسكرية ونظام المصالح والاطماع والاستعمار والكثير من القوانين والأنظمة التي شرعتها حكومات الظل في الولايات المتحدة واجبر الكونغرس الأميركي والاتحاد الأوروبي على تبنيها وإقرارها والزام العالم بها، في طريقها الى الزوال. وسيتبع ذلك تغير في سلات العملات واسعار البعض المهم منها وانتفاء الحاجة الى عشرات المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. قد لايكون العالم مهيئا بعد لتسليم دفة إدارة التوازنات الدولية لدولة واحدة حتى وان كانت بمقاسات الصين التي باتت تتفوق حاليا على العديد من أدوات القوة الاستراتيجية ،إذ أن النموذح الأميركي الذي تعاونت دول ومؤسسات متعددة الجنسيات لايزال أمر صناعتها وادارتها فريدا من نوعه قد تسمح بتعاون او تظافر الإمكانات الروسية الصينية الهندية مع اليابان واوروبا التي تبحث عن الخلاص من المأزق الاميركي مجتمعة في صناعة نظام عالمي افضل. لاشك ان اميركا قدمت الكثير للعالم في مجال العلم والصناعة بكل أنواعها والتجارة وأدوات القوة والتطبيب والدواء واستكشاف الفضاء والمحيطات واعماق البحار والفلك الا انها اخذت الكثير من البشرية بعدما فرضت عليها حروبا وسلطت عليها كوارث واوقعتها في مستنقعات الحروب وزرعت بينها الخلافات. ستكون هناك حاجة الى أمم متحدة او عصبة أمم جديدة خارج اميركا بميثاق جديد يساوي بين الدول كما يساوي بين الافراد بشكل حقيقي لا انشائي.
بصراحة لم اكن اظن ولم يخطر على بالي احتمال ان تحقق دولة قطر احدى اصغر دول العالم مساحة وسكانا وتاريخا ، كل هذا النجاج المبهر في تنظيم مباريات كاس العالم وبعدد دول مشاركة في تجربة دولية غير مسبوقة بكل المقاييس وفي ظل استمرار الحرب العالمية المصغرة في اوكرانيا وعلى الحدود الروسية وفي البحر الأسود وبحر البلطيق فيما التوتر يسود بحر الصين ويكتنف العلاقات بين بكين وتايبيه. ولازلت اشك وعن موضوعية ومعرفة بإمكانية نجاح أي دولة عربية أي دولة ولا اقصد دولا محددة في النجاح في تنظيم نهائيات كاس العالم .
قطر لم تنجح بسبب الانفاق الهائل على البنية التحتية التي تتطلبها مناسبة بهذا الحجم تابعها مليارات الأشخاص من محبي كرة القدم في كل مكان في العالم وهي تكلفة مادية يقال انها تعدت ربع تريليون دولار. وانما لانها اي قطر استعانت بخبرات وايد فنية وخبراء وناشطين ومتطوعين من كل العالم ولم تقتصر على القطريين. وهو أمر لن تفعله حتى الكويت التي كانت افضل التجارب العربية في كل شيء بعدما علمت المنطقة الثقافة والحضارة والمدنية وبنت لدوله الاف المدارس فضلا عن المستشفيات والجامعات و عبدت الطرق وحفرت له الاف الابار لمياه الشرب ومياه الري الزراعي والري.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى