يحتفل المسيحيون في هذه الأيام بعيد الميلاد ولا عجب في ذلك، ولكن من المؤسف والمحزن أن نرى كثيراً من المسلمين يشاركونهم في الاحتفال بتلك الأعياد الوهمية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
لقد أصبح الاحتفال برأس السنة الميلادية ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وهي تتنافى وتتعارض بشكل قاطع مع تعاليم ديننا الحنيف، وهي علامة واضحة على تخلف الأمة وترديها دينياً وفكرياً , ومثل هذه الممارسات دليل صارخ على عدم إدراك الأمة لسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، وإشارة واضحة على ابتداعها في دينها ما ليس منه، فالبدع تشويه للإسلام وجرح لوجه الرسالة التي أتى بها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.
لذلك إنه لمن الواجب علي كل واحد منا أن يدعو الناس للابتعاد عن هذه البدع وأن يدعوهم للاتباع وينبههم على مغبة التقليد الأعمى لغير المسلمين، فينبغي على المسلم أن ينأى بنفسه عن الانغماس في مثل تلك الاحتفالات، ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
وقد يرى البعض من المتشدقين باسم الحريات أن هذا نوع من التحضر والتعايش، ويصف غيره بالتشدد والرجعية وعدم فهمه لسماحة الإسلام، بل الويل ثم الويل لمن ينكر مشاركة المسلمين في تلك الاحتفالات التي يعتبرونها عالمية، لأنه سيتهم بالأصولية والتطرف والإرهاب وسفك الدماء، بل يسعى البعض منهم لإقناع المسلمين بأن الإسلام قد دعا إلى التسامح والتقارب بين الأديان ومن صور التسامح : السماح بالمشاركة في طقوسهم وأعيادهم حتى لا نجرح مشاعر الكفار، ونزعج هدوءهم في احتفالاتهم، فمنذ أن كنت طفلاً وأنا اتابع جميع الصحف الرسمية في الكويت والمجلات وبعض برامج التلفزيون كلها بلا استثناء استنكرت هذه التصرفات واعتبرتها حمقاً وخروجاً عن تعاليم الإسلام وكنت أشاهد شخصيات علمانية وليبرالية من هذه التيارات وأعلم تمام العلم أن العلمانيين في الكويت يسيرون بمبدأ خالف تعرف ويهتمون دوماً بتوافه الأمور وصغائرها حتى بدأت اشمئز من سخافتهم من مناداتهم بإنشاء جامعات مختلطة ومشاركاتهم في حفلات سافرة اختلط فيها الحابل بالنابل وغيرها من الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فلم نسمعهم يوما. ينادون بإنشاء المصانع لإنتاج الدواء أو الغذاء أو يدعون للاعتماد على الكويتي والعمل على حل مشكلات المواطن ورفع معاناته.
لكن الاقبح اليوم أن نرى من تصدروا المشهد الإعلامي يدعون إلى التحرر والسفور ولاغرابة بذلك فمنهم من باع مبادئه وقيمه وأصبح مهرجاً وبهلواناً يتراقص مع كل موقف ويتلون حسب الظروف والأحوال ويغير ثوابته ووفقاً لمصالحه وأهوائه
والاخر يستغل النزعة القبيلة ليجمع أكبر عدد من المشاهدين ومحتوى ما يقدمونه من إعلام أسخف من السخافة فهولاء لو سألتهم ما المقصود بالعلمانية ومالفرق بين العلمانية والليبرالية ما استطاع أن يجيبك فهو أجهل مما تتخيل.
وفي الختام يجب على كل فرد في المجتمع أن يحكم العقل وان يعلم انه محاسب على مايقول ويفعل وألا يكون مثل البهائم ينساق مع القطعان .حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.