المقالات

الغرب يتهاوى

نعم الغرب يتداعى ويتهاوى ويكاد ان يبدأ مرحلة لفظ الانفاس الاخيرة. هذه ليست مزحة ولا شماتة بل هي حقيقة حتمية قادت اميركا بل الصهيونية العالمية والاتحاد الاوروبي وكندا واليابان وكل التوابع الاخرى بما فيها اطراف عربية مأمورة ومطالبة باستمرار الاذعان لواشنطن لانها مخلب المصالح اليهودية العالمية المتطرفة ، الى الهاوية. نعم لايزال التفوق التسليحي والعلمي والاقتصادي الى حد ما ورقة الولايات المتحدة التي تحكم بها العالم وتدفع به الى الهاوية أملاً بحرب عالمية ثالثة تنهي اسطورة الزحف الصيني الهندي الذي تقوده روسيا ومع نيودلهي وبكين وكوريا الشمالية وتركيا وايران والبرازيل والارجنتين وفنزويلا واطراف ناشئة اخرى ،منها مارد أفريقي يتشكل هو الاخر بهدوء وبعيد عن الانظار. بقايا التفوق الاميركي الذي أخر بدوره تأخر روسيا في حسم موضوع الحرب بينها وبين الصهيونية العالمية بما فيها اميركا وحلف الناتو وكندا واليابان استنفد وقوده وهو في المراحل الاخيرة الان ولن تنفعه لا حرب عالمية ولا اية تسوية ،وبالتالي لا قيمة للعب الاميركي المكشوف او الخفي ولا اجتماعات قادة العرب التي تعقد للايهام باستمرار القدرة على التعافي وعلى تزويد اوكرانيا بالمال والسلاح والعتاد . ولن تنفع المؤتمرات الخارجية ولا الترويج لتوقعات اقتصادية بزوال نعم دول النفط وهم يقصدون الحرب تحديدا من يختلف ومن يتفق معهم . عام ميلادي أفل واسقط معه كل آمال اصحاب القرار في الدولة العميقة التي تحكم العالم بما فيها اميركا وهي مجموعة قوى تقودها اليهودية العالمية برأسمالها ومصارفها وادواتها المالية والتجارية والصناعية العملاقة التي استحوذت حتى على اكبر شركات التعامل التقني والمعلوماتي الذكي ووسائل الاتصال التي باتت تضم افضل وادق ما توصل اليه العقل البشري بمساعدة الحاسب الالي من اجهزة تنصت وتجسس وحساب ومتابعة وتلاعب وتسويف. في السياسة لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ،فالامر يحتاج الى تخطيط والى اعداد والى حسابات دقيقة ،فالمواجهة لم تعد بين جيوش وقاذفات وصواريخ وغواصات نووية واسلحة دمار شامل ،بقدر ما هي حرب وعي يغلب فيه العقل والمنطق على قدرات القوة مهما تضخمت وتعاظمت. لذلك فان قرار الامم المتحدة بتوصيف الوضع الاسرائيلي الحالي بأنه احتلال لكامل فلسطين والاراضي العربية الاخرى يوازي كل ما فعلته الولايات المتحدة مأمورة هي الاخرى بالارادة والجبروت الصهيوني. لم ينفع واشنطن ومن يسيرها كحروب الابادة وضد الفلسطينيين ولا دورهم التخريبي في مصر والعراق وسوريا والسودان واليمن ،ولا اختراقهم لدول عربية لم تجد بدا من اقامة علاقات على مستوى السلطة لا الشعب والوعي والمنطق والضمير والمصلحة مع الكيان المغتصب. هناك الان من يشكك في اهمية وجدوى القرار التاريخي للامم المتحدة الذي فاجأ الادارة الاميركية رغم تعطيلها لعدد حيوي من المنظمات العالمية الكبرى التابعة للبشرية والمنبثقة من المنظمة الدولية ،الا أن هذا القرار الذي يقال حقا انه لا يعني توجيه الامر لاسرائيل للخروج من الاراضي العربية المحتلة الا انه يفتح الابواب واسعة امام مشروعية تسليح فلسطين وتأسيس جيش فلسطيني لاسيما وان قاعدة الجيش موجودة من خلال فتح وبقية فصائل منظمة التحرير وحركة حماس كبرى الفصائل خارج تنظيم المنظمة. كما يفتح القرار الطريق امام مشروعية اللجوء الى القضاء الدولي وملاحقة قادة الكيان الصهيوني والزعماء الاميركيين بما فيهم الادارات الاميركية والكونغرس كمجرمي حرب ،أخذا بالاعتبار ان المجتمع الدولي المؤيد الى حد العظم للقرار لم يبادر للمجاهرة بموقف مؤيد ومساند لقرار الامم المتحدة، الا ان المجتمع الدولي الذي يتجهز للتفاعل مع النظام العالمي الجديد سينزل الى ارض الملعب وهو ليس ملعب جذع النخلة بالبصرة الذي يستضيف مباريات كأس الخليج ،وانما هي مفاعل نووي بارادة بشرية زهقت وملت وكرهت الظلم والاستبداد والاستغلال الدولي . لكن هذا التفاؤل الذي ينتظر مخاض ولادة عالم جديد سوف لن يظهر الى الوجود بين ليلة وضحاها لان روسيا نفسها لاتزال في مرحلة اعادة بناء ،والصين لم تستكمل قاعدة انتشارها الاقتصادي بعد، والهند تئن هي الاخرى من الامراض الداخلية لكنها كلها في الطريق الى النفاد. العالم اليوم صريع حرب الشواذ واشاعة الفاحشة ،فهي سلاح الصهيونية العالمية لاعادة برمجة السقوط ليكون اقل دويا واقل تكلفة بعد ان ايقنت باستحالة وقف التاريخ وهو جزء من القدر والقدر هو ارادة الله والله هو الغالب ،وهي حقيقة لن يشوبها شيء ممن لا يؤمنون.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى