المقالات

زمن الشرق ورق

قد اكون متحيزة لموضوع هذه المقالة.. من حيث كوني كاتبة وعاشرت القلم والورق سنين طويلة.. كان فيها الخبر الورقي يسبق الخبر المرئي والمسموع.
ابدي رأيي امتعاضاً وحسرة على الزمن الورقي .. زمن كان الورق فيه ذا هيبة وقوة اعلانية وثقافية وأدبية.. فحينما تمسك جريدة او كتاباً كنا نستحضر الحدث والحبكة والخبر كأننا نعيشه .. اضافة الى سعادتنا بامتلاك مؤلفات مختلف الكتاب من جميع العصور .
فهل سيندثر زمن الورقيات والكتب ؟ هل سنفقد معارض الكتاب ومسكة القلم .. في ظل ثورة عالم الشاشة والمعلومات وعصر الانترنت ؟ وهل ستتحول دور النشر الى دور الإلكترونية ؟ وهل سيتحول الكتاب لذكرى لاجيالنا القادمة متغذين على الشاشة لنهل المعلومات منها؟
تساؤلات تخيف الكاتب اكثر من اي شخص معني في مضمون المقالة.. لانها هي متعة للكاتب فقط عندما يستحضر افكاره ويبدأ باسترسال نصه .. ويبدأ مشوار رحلة التأليف الى نهاية البداية.. انا شخصياً كمؤلفة لن اقبل يومياً ان تكون نصوصي إلكترونية ..فمجهودي الفكري والأدبي لن اضعه خلف شاشة وصفحة الكترونية تغلق وتنسى.
وفي دراسات اجريت في بريطانيا سنة 2014 على القراءة الورقية تبين ان الكتب الورقية لها عدة فوائد تعود للقارئ ..اولها انها مريحة للعينين بعكس الشاشة..وايضاً التحصيل العلمي الاعلى يكون لمن يمتلك مكتبة ورقية في منزله..واهم نقطة هي التركيز في القراءة الورقية اكبر منها في القراءة الالكترونية المشتتة للانتباه لانها تحمل العديد من الاستخدامات في الوقت نفسه.
وقد اجمع عدد من الكتاب معي ان للكتب رائحة اوحدية لاتنسى .. تعود بك كذكريات مضت ..كما اجمع العلماء ايضاً والذين حللوا التركيب الكيميائي للكتب القديمة انها مشابهة لرائحة اشبه الى حد ما بالفانيليا والمادة تسمى مادة اللجنين وهي شبيهة بالرائحة الموجودة في الورق.
عزيزي القارئ ،استغل زاوية لديك وأثر معلوماتك.. واقتن كتبًا من جميع الاطروحات.. ولا تدع عصر المتنبي وغادة السمان ينتهي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى