المقالات

العهد التربوي الجديد

لم تأخذ قضية تسريب الاختبارات ذاك الزخم و الجدية في الاجراءات، من كشف ومحاسبة وتحويل للنيابة منذ عقود مضت، ومع كل موسم اختبارات للثانوية العامة تمر مرور الكرّام وكأنها مسلمات لا تتوسم المحاسبة والبحث وتجفيف منابع تلك الآفات الخطيرة، والتي لا يراعى فيها الضمير ولا تقوى الله مقابل ماديات و منفعات دنيوية توضع بالجيب ولا اكتراث لحساب ولا عقاب دنيوي أو أُخروي.
أتت هذه السنة وفي نهاية الفصل الدراسي الأول بإجراءات مدوية لبعض ضعاف النفوس من مواطنين ومقيمين مشتركين في شبكات تسريب الاختبارات، في كشفهم وتحويلهم للنيابة والسجن المركزي، وتطبيق الاجراءات مع عدم التساهل في ذلك، كالسنوات السابقة تمر مرور الكرّام وكأنها حق من حقوق الطالب بأن يستلم الاختبار ويضع الاجابات النموذجية وياخذ الدرجة الكاملة، في تغييب تام لمبادئ العدالة والانصاف والضمير الذي مات في بعض ضعاف النفوس مقابل حفنة دنانير لا تغني ولا تسمن من جوع ،مقابل تلك الممارسات الخطيرة التي تُمارس بلا هوادة ولا تعقل، ليأتي العهد الجديد في ايقاف ذاك الفساد المتدفق في أروقة الوزارة وبعض التربويين مع الأسف الذين تخلوا عن التربية ومبادئهاوبعيدون كل البعد عنها فعلاً ومفهوماً.
تلك الشبكات يزيد رواجها مع قرب كل اختبارات نهائية، ونشيد بالكشف والمحاسبة ونذكر بأن هناك المزيد الذي يحتاج التقصي والبحث لتحويلهم جميعاً للنيابة، وإعلاء مبادئ العدالة والحساب والعقاب ليرتدع البقية قبل أن يتم الرصد ومحاسبتهم بما فعلوه من سلوكيات وأعمال تدمر مستقبل الطلبة وتعودهم على الاتكالية والتحايل في خضم الدخول الى مرحلة جامعية، تحتاج الاعتماد على النفس وتطويرها لتكون تلك النفس مثرية وعاملة في مجتمع يحتاج كل أبنائه وبناته في أجمل وأعلى نفس، ترى فيه الضمير والعمل والعدالة مبادئ أساسية لبناء مجتمع معطاء متكامل تسوده تكافئ الفرص والمستقبل الزاهر.
شبكات التسريب لن تتوانى عن التسريب أن لم يتم انزال أشد العقوبات على الذين تم كشفهم، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر ومن ثم تجفيف تلك الشبكات خطوة بخطوة بممارسات جدية نزرع بها أرضية خصبة لتنافس شريف بين طالب مجتهد ومعتمد على نفسه ،وطالب ينتظر نموذج الاجابة لينقل اجابات والسلام، ما يتوجب لتلك الخطوات خطوات أُخرى ومزيد من التمحيص والتقصي للقضاء على ذلك الوباء التربوي المتفشي منذ عقود من غير رادع ولا محاسبة، فشكراً للعهد الجديد متمثل بصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء في خطوات اصلاحية لأهم حقل من حقول المجتمع وهو التعليم وفق إصلاحات نتمنى لها المزيد من الرقي والتقدم، وفقكم الله لما يحب ويرضى لهذا الوطن وشعبه الأبي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى