المقالات

ربع الديوانية

من الطبيعي أن يكون لك ربع وأصدقاء من الطفولة وتتذكر فيها هوشات المدرسة والفريج والنجرة على أبسط الأمور ، لكن ما عندك أي شك أنهم كانوا في ذاك الوقت رجال رغم صغر العمر، ومن تكبر إشوي تتعرف على رواد الديوانية ويصير عندك ربع وأصدقاء يسمونهم ربع الديوانية .
عادة هالنوع من الربع «ربع الديوانية» يصدمك بسرعة وما تدري هذا ارفيج ولا عدو !
ربع الديوانية تلقى بينهم الدكتور والضابط والمهندس والطيار واغلبهم قادة ومسؤولين في البلد ، لكن البعض منهم يذكرك بذاك الخبل اللي يقعد بزاوية الفريج وماسك صخرة يحذف فيها الناس .
وفي هذاك اللي من يطلع أحد من الديوانية يقعد يحش فيه ، لدرجة أن الباجي يخافون يمشون وينقرض فيهم من هذا اللي قاعد عند الباب وناطرهم يمشون .
وفي نوع غريب وعجيب نسميه بوالعريف اللي يذكرنا بالفنان سعد الفرج في مسرحية حامي الديار ،وسالفة الأخبار اللي يقولها وينقلها من ديوانية عروقها بالماي والجذب اللي ما يدش العقل .
كل هالأنواع ما عندك مشكلة معاهم وعادة يكونون ملح الديوانية لأن ما من ضرر منهم ،وهذا من أطباع أهل الكويت وما تخلى الدواوين من الناس العفويين في تصرفاتهم .
لكن اللي يضايقك حيل ويبط جبدك ، هذاك اللي يتكلم في أعراض الناس وكراماتهم ، واللي تستغرب منه أكثر سكوت الموجودين وسماعهم لمثل هالأشياء عن ربعهم رغم أنهم ناس مثقفين ودارسين ومسؤولين .
شفت صديق محترم اعرفه من سنين طويلة ، عمره جريب السبعينات سألته :وينك ما تمر الديوانية والجميع يسأل عنك ؟
ابتسم إبتسامة خجوله وقال : يا بوعبدالعزيز آنا بعد هالعمر مابي غير الستر والعافية ورضا ربي ، وآنا مثل ما تعرف من رواد الديوانية من أكثر من أربعين سنة ، والناس تغيرت ولاهم الأوليين اللي أعرفهم ، وحتى سوالفنا تغيرت ، وطلعاتنا للحداق والبر قلت ، وحسافة على البعض منهم اللي صاروا يسولفون بأعراض الناس ، وخلوا الديوانية أشبه بديوانية شاي الضحى للحريم .
مشيت عنه وآنا منصدم ، وبعد كلامه قلت روحتي للديوانية وأدري آنا بعد ماراح أسلم من كلامهم .
يقول الباري عز وجل :
«يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتهم نادمين»
والله المستعان .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى