المقالات

مبادئ العدالة

في زمان مضى كان هناك بلدة معروفة يعيش فيها واوية وهذي الحيوانات تختلف عن الثعالب لأنها معروفة بالجبن والخسة أكثر من الثعالب الذكية ولا تملك الشجاعة التي تتصف بها الذئاب ومعتقد كثيرا من الناس أن الثعلب وابن آوى هما نفس الحيوان ولكنهم فرق في مملكة الحيوانات لذلك مع ما يجري من خسة أفعال يقوم بها بعض البشر أتجاه الأخرين فلا يفضل أن نطلق عليهم الأ واوية فهي تهاجم تحت جنح الظلام لتفوز من قن الدجاج بأضعفها وهي شبعى وقد تكون الفريسة مريضة لا تستطيع مقوامتها بعكس الذئاب التي لا تهاجم الأ وهي جوعى ولا تختار الأ سمين القطيع ولا تأكل الجيفة مطلقا حتى وأن جاع فهو الصياد الماهر والذئب  لا يتزوج زواج المحارم أي أنه لا يتزوج من أمه أو اخته كباقي الحيوانات التي تفعل فهو من سلالة الملوك بعكس أبن أوى كل محترچة عنده حلال.والبشر لها في طباع الحيوانات نصيب فمنهم من يكون أسدا ضرغاما ومنهم من يكون أبو الحصين وهو من أسماء أبن أوى ،فيهم من يهاجمك بشجاعة وفيهم من يهاجمك في خسة ووضاعة وبالحقيقة أن الأحترام يبقى لذلك الشجاع رغم أذاى الذي فعلى فلا يمكن للشجاع الأ أن يحترم من هو مثلى أما ذلك الجبان فلا مقام له ولا أحترام تجدى خسيسا نتن الرائحة والفعل يرى الأخرين بعين السروق. تلك العين التي تكلمت عنها العرب التي تراقب بخوف من حولها ولا تقف في مكانها واثقة ،ولأن الوضع اليوم أصبح شبيها بما كان في أزمنة كان الشجاع يفرض أحترامه فأني أفضل أن أكون شجاعا على أن أكون جبانا مثل أبن أوى فما القصة وما الموضوع يا سيداتي وسادتي سأشرحه على عجالة ،حين كان البعض يتغنى ببطولاته كان البعض يتغنى بقوته وحين كان البعض يفاخر بأجداده كان البعض يفاخر بأفعاله وحين كان البعض يتحدى الجبروت والطغيان  كان البعض يقاوم تلك القوة الغاشمة باللين والصبر موازين غير متكافئة في نظر البعض ولكن لكل زمان رجال ودولة هذا ما علمتني اياه الحياة وما تناقلته الأمثال فلا يبقى الحال فدوام الحال من المحال ولأن البعض يتغشم في أستخدام السلطة أصبح على الأنسان الحذر فذلك الواوي الذي يختبئ في كل زاوية ينتظر فريسة موجود بيننا بل كثرت الواوية حتى عظم شأنها وأصبح هذا الزمان زمان الواوية؟ وأن أستمر على ما هو عليه فأن الظلم سيزيد والحقوق ستنتهك وسيسود أبناء أوى في الحياة التي لا تحتمل أكثر مما فيها من الذين لا يراعون في الناس لا ذمة ولا رمة حتى يكثر الهرج والمرج في زمان نسأل الله فيه السلامة مع أن القوانين هي ما تنشئه الدول لصون حياة مواطنيها الأ أن بعض القوانين تغيب ويحتاج الفرد الى الواسطة من ذلك الواوي لكي ينال حقه في عدالة مضحكة يكون فيها المجني عليه هو الضعيف والجاني هو القوي صاحب السلطة التي أعطيت له فأساء أستخدامها وهذا يجري في الواقع لا في الخيال فيكون الحال أشبهة بالفوضى وان أستمر فلن يستمر طويلا فالظلم والقهر واكل حقوق الناس بالباطل وظلمها يولدان في منظور حالتي الأهيماسا والساتياغراها اللتين كان المناضل الهندي غاندي يستخدمهما ويقاوم بهما الظلم والقهر في مقاومته للمحتل الأنجليزي في بلاده وهذان المصطلحان ترجمتهما الحرفية في لغة البراهمة القديمة في الهند «السنسكريتية» فالأعنف «الأهيماسا» هي قوة تروضها النفوس لتفوز وتنتصر بهدوء وأما «الساتياغراها» هي مبدأ المقاومة دون أستخدام العنف باذرا البذرة الأولى للحركة الشعبية الجماهيرية التي ستتوسع وتتعدد وسائلها السلمية وينحني لها العالم احترام وتكون مبدأ من مبادئ مقاومة الظلم والجور حول العالم وهذا ما أظنه الأجدى في المبادئ الحقوقية لنيل الحقوق المدنية للفرد في المجتمع ،ولكن يجب على المعنيين أن يراقبوا ويقيموا الأمور من موازين العدالة والمساواة وخصوصا الاجتماعية كل لا تنفرط رمانة القنبلة بسبب ما يفعله بعض السلطويين فتحدث دمارا للمجتمع في تلك الحياة التي يعيش فيها الأنسان ناشدا العدالة التي هي من مبادئ الدستور والحقوق التي هي من مبادئ القوانين فأن غابت العدالة وذهبت الحقوق فأن الفوضى تسود حتى وأن كانت القبضة حديدية والتاريخ له في ذلك عبر وقصص وعلى العاقل أن يستوعب ما يجري ويصحح مسار الحياة قبل أن تتضعضع موازين العدالة التي هي ما ينشده الأنسان في مجتمعه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى