المقالات

لا تلعب مع… شركات الاتصالات

أنا من زبائن إحدى شركة الاتصالات، مشترك بباقة قيمتها 10 دنانير شهرياً، تكفيني للاتصالات والمسجات والاطلاع أحياناً على محتويات الفيس بوك، والواتس، وكافي خيري شري!
في مطلع كل شهر تأتيني رسالة من الشركة تذكرني بالفاتورة، فأذهب وأسدد العشر دنانير، وماشي بجنب الحيط. في الشهر الماضي جاءتني فاتورة بسبعة عشر دينارا، بالتمام والكمال، راجعت الشركة فقال لي الموظف: انت، يا عمي، مشترك بالألعاب.
ألعاب؟ أي ألعاب؟ فأجاب: ألعاب كمبيوتر، صار لك شهرين مشترك فيها، ولازم تدفع، آ… والّلا.
قلت له: يا ابن الحلال، لم استخدم ألعابكم، ولم اشترك بها، ولا حاجة لي بالألعاب وأنا في هذه السن… وانا عمك.
قال الرجل: سألغي اشتراكك بالألعاب، لكن لازم تدفع الفاتورة.
دفعت الفاتورة 17 لحلوح، وفوضت أمري إلى الله.
منذ اسبوع جاءتني الفاتورة الجديدة 13 ديناراً و650 فلساً.
اتصلت بالشركة فقال لي الموظف عبر الهاتف: بعد أن ابديت استغرابي من ارتفاع قيمة الفاتورة: هاذي فاتورة ألعاب.
قلت له: يا عمي لغيتو الألعاب الشهر الماضي، ليش ادفع مرة ثانية؟
رد علي مبتسماً «تخيلت ذلك من خلال نبرة صوته»: خدمة الألعاب ملغية صحيح، لكن فاتورة شهر 12 لازم تدفعها، حضرتك.
ولأني مواطن عربي مؤدب ومحترم وأسمع الكلام، فقد دفعت الفاتورة، وأنا خوش آدمي، ولا أدري هل سألعب الشهر القادم مع الشركة، أما سأكتفي بالفرجة على الدنيا وهي تلعب بينا… كورة.
احد الأصدقاء اراد توضيح الأمر من جانب آخر ، وهو مغرم بنظرية المؤامرة ،فقال :هذه الألعاب كلها حركات مشبوهة وتحركات خبيثة،اصلا هذه الموبايلات وجدت من الأساس لإلهائنا نحن العرب عن تحرير فلسطين .
سألته مستغربا :شو علاقة فلسطين بألعاب الموبايل؟
رد مستنكرا : انت وين عايش ؟هاذي كلها مؤامرات تستهدفنا احنا العرب .
قلت :ياصديقي ، فلسطين ضاعت قبل اختراع الموبايل ، والاندلس طارت قبل اكتشاف الكهربا ، وبغداد سقطت قبل وجود الواتس والفيسبوك .
هز صديقي رأسه كأنما يعترف لي بهزيمته ، ثم التفت الي بعد ان تذكر امرا مهما وسألني :تعرف حدا بالمرور ؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى