عرف الفن بصفة عامة بأنه لسان حال المضطهدين بريشة فنان عبقري او مجنون فنياً عندما يقدم لوحته بحسب الرؤية السريالية التي تختص بتحمل عبء الابلاغ عن مشاكل البشر اينما كانوا ،فالمدرسة السريالية الرائعه لها اعلامها عالمياً ومحلياً خليجياً وعربياً وليس كل من قدم لوحة مبهمة يعتبر فنانا سرياليا حتى وان تميزت اللوحة بالوان متداخلة يمكن للصدف ان تأتي بها دون قدرة الشخص لأن القرود تستطيع ان تسكب الالوان على القماش وينتج من ذلك مساحات لونية جميلة خالية من العنصر والتناسق والموضوعية في ذاك العمل الذي يسميه البعض ظلماً بالعمل السريالي الرائع كما في لوحات الفنان الفرنسي سلفادور دالي والفنان الكويتي عبدالله القصار رحمه الله ومحمد الشيباني ،فالموضوع والعناصر لهذا النوع من الفنون مهم جداً والواقع فيه لايضر ان خالف المنطق والعقل والحقيقة، فالفنان حر في اختيار العناصر ووضعها بموقع غير مناسب طبيعياً للواقع كمن يرسم سمكة ترمي من اليابسة الى البحر بالصنارة والطعم لتلتقطها قطة تعيش تحت الماء والسمكة خارج الماء. ببساطة العمل السريالي كالحلم في حياة وعين الفنان فمن يرسم الانسان بواقعية منتفخ بطنه بمسامير وسكاكين يعتبر خيالًا لا علاقة له بالواقع يفسر ذلك عنوان العمل الذي يطغي على لوحة واقعية مقبوله باعتبار ذلك فلسفة خاصة للفنان ايا كانت جنسيته. وبالامس عرضت لوحة بهذا الشكل عنوانها ««اعدام حامل»» تظهر فيها سيدة حامل علقت على المشنقة مرفوعة بواسطة رافعة كتب على حذائها الاسود تهمتها وهو حرق صورة ،ففي يوم من الايام عشنا وسمعنا ان هناك من تميز بهذا العمل السريالي الذي تقشعر منه الجوانب وتذهل من فكرته فقط العقول والناس اجمعين .والسؤال : كيف استطاع هذا الفنان الفيلسوف ان يعرض هذا العمل وبهذه الجرأة المجنونة ؟فمن يستطيع ان يحكم بالاعدام على حامل ؟لكن للفنان فلسفته وحججه التي درسها كفنان سريالي ينفذ لوحاته من اثر رؤية حلم بها في سواد الليل فياتي بعمله هذا نهاراً جهاراً ويعلق للعالم لوحة عنوانها «اعدام حامل» انا شخصيا معجب باستنكار الفكرة واقبل اللوحة اذا كان الهدف منها حق الجنين في العيش حتى وان كان نطفة او علقة او سيولد بعد ساعات. اللوحة السريالية مثل الحلم ازعاجه مر والتفكير في موضوعه يدفعنا الى رفضه تحت اي ادعاء او هدف، فمن تحرق صورة معلقة على جدار لا تصل عقوبتها الى الاعدام وهي حامل .مقالي اليوم سريالي يعرف حقيقته كل صاحب عقل ورشد ،الفن السريالي جميل جداً ولكن العنوان «اعدام حامل بسبب حرق صورة» جريمة لا تغتفر، وللحديث بقية.