نسينا الماضي خلف تلك الابواب العتيقة التي اغلقتها الايام والسنون تقطنها اجمل الذكريات واللحظات التى لا تنسى، ذكريات عشناها مع اشخاص نكن لهم في قلوبنا كل ما هو جميل ورائع ، قضينا معهم اجمل لحظات والايام عمرنا من حلوها وصفائها، لا وجود لمرها وكدرها مكان، حيث السماء صافية والقمر بدر يشع بنوره المتكامل يرسم لنا احلاما وردية وجميلة.
إن ذكريات الزمن الماضي لها نكهة خاصة وشعور جميل عند استرجاعها من شريط الحياة، حيث كانت تجمع بين سخرية الحياة من عقولنا الصغيرة وبين احلامنا من الذكريات.
فبعد سرد وعرض تلك اللحظات والصور التي نثرها وضيعها الزمن ولكن ما زالت محفورة في وجداننا، فتارة نبتسم لجمال وروعة العرض وتارة نبكي بصمت على زوال تلك اللحظات والبقاء على امل اللقاء ولو بعد حين، نبدأ بلم تلك الصور ونحرر تلك الافكار من اسرها لعلنا نبقى هناك ولو للحظات لنبتعد عن واقعنا الحاضر ونفتح ابواب الماضي مرة اخرى حيث الضحكات والالعاب التي غلفتها هموم السنين والغربة المؤلمة من غربة الي غربة، نعم تمر الايام والسنون وتهاجر العقول مع الذكريات ولا يبقى سوى البعد والفراق عن الاهل والاحباب مخلفة وراءها الحنين لتلك الارواح التي عشقناها منذ زمن الطفولة وحنينها، ودايمن نتساءل :اين هو ذلك الزمان الذي كان نقيا وطاهرا وصافيا كصفحة السماء؟ وكنا زمنا في الاحواز وبالذات في منطقة القصبة لا نحمل الاعباء ولا تسكن فينا الهموم، لا يشغلنا سوى اللعب واللهو على ضفاف شط العرب الخالد وكانت امانينا جميلة نرسم ربيعا رائعا ارضها خضراء واشجارها مثمرة كالنخيل ومائلة والورود حولنا مبتسم عند الصباح، واليوم لا نملك غير الذكريات، ولا نريد حاضرا يملؤه الكذب ويتغلغل في ثناياه النفاق ولا وجود للسلام مكان فيه، ولكن لا يوجد لنا سبيل لتلك الذكريات التي افتقدناها مع اولئك الاشخاص في زمن تباعدت ارواحنا عن بعضها بعضا سوى الامل والتفاؤل والرجاء بالدعاء بان يجمعنا القدر مع تلك النفوس الطيبة لنسترجع تلك الذكريات قريبا مع من نحبهم ،يارب.